- Noneأداري سابق - نعتز به ونفتخر
- بلدي :
عدد الرسائل : 2473
المهنة / : ......
مستوى العضو التعليمي / المؤهل التعليمي : عن طريق الملف الشخصي
السٌّمعَة : 0
نقاط : 13227
تاريخ التسجيل : 28/12/2006
مقاطعة الانتخابات ... لتفادي الصدام ... السياسة تضع طلاب الجامعات اللبنانية على «خط الزلازل»
بيروت الحياة - 17/11/08//
في ساحات الجامعات اللبنانية تخاض «الحروب» الانتخابية. إنه أمر واقع، غالباً ما يخرج عن سيطرة من يعتقد أنه مفتاح الحل والربط في مشروع «تسييس» النَفس الطالبي.
العنوان هو الانتخابات الطالبية، وتحته تندرج تفاصيل «غريبة» عن الجسم الطالبي.
إنها الثامنة صباحاً، الحرم الجامعي في جامعة القديس يوسف، كلية العلوم الاقتصادية والسياسية، بالقرب من وسط العاصمة بيروت يغلي بحركة لا تهدأ، فقد قرع جرس الانتخابات الطالبية، والاستحقاق في هذا الصرح التعليمي يكتسب أهمية خاصة كونه افتتح «مسلسل» الانتخابات الطالبية في سائر الجامعات.
خارج محافظة بيروت، كانت تجرى انتخابات في جامعة «سيدة اللويزة» الخاصة بعد توقف عامين بقرار من الادارة، حماية للطلاب من «التصادم» ومنعاً لتأجيج الخطاب السياسي المتوتر.
وفي الموقعين تشابهت الصور الى حد الاستنساخ: برامج انتخابية، هتافات سياسية، شعارات، استفزازات متبادلة، مراهنات من الطرفين على أن «الربح في الجيبة»، حرب اعصاب... و «حصار عسكري» نفذه رتل من الآليات التابعة للجيش وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني تحسباً لأي إشكال يمكن أن يحصل بين الطلاب «المعبّئين». في الجامعتين كانت الأوامر صريحة بمنع الصور الحزبية ومكبرات الصوت في محاولة لتمرير اليوم الانتخابي «على خير». وفي المحصلة ربح «فريق المعارضة» في جامعة و «فريق السلطة» في أخرى.
هذه الإجراءات الاستثنائية باتت مشهداً مألوفاً في أي انتخابات طالبية تُجرى في لبنان، بعدما تحوّلت السياسة في الجامعات الى أرض خصبة لنمو العصبيات والخطاب التجييشي المتفلّت من الضوابط. وهكذا اضطرت الجامعة اللبنانية وجامعات خاصة، أكثر من مرة الى إرجاء الانتخابات الطالبية «لأن الظروف لا تسمح»، أو أوقفت الدروس ومنعت النشاطات السياسية «خوفاً من الاسوأ». (أجّل رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر الانتخابات الطلابية هذه السنة لعام واحد بناء على مقتضيات المصلحة العامة).
والأسوأ في قاموس ادارات الجامعات هو وقوع ضحايا بين الطلاب بعدما رست بورصة الإشكالات في السنوات الماضية على «خسائر» تتراوح بين الضرب والشتائم الى وقوع جرحى نتيجة التضارب بالأيدي، لذلك فالمقاطعة كانت الحل الأسلم الذي اتبعته ادارات جامعات.
والاستنفار الأمني الذي واكب الانتخابات في الجامعتين حتّمته نتائج الإشكال الطالبي الذي سبقها في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية (الفرع الثاني)، حيث استخدمت العصي والسكاكين في مشهد نافر تحولت خلاله كافيتريا الجامعة الى «ساحة حرب».
ويبلغ الإسقاط السياسي الحاصل في الجامعات ذروته قبيل كل انتخابات نيابية، فـ «ترتفع المتاريس» ويحضر الخطاب السياسي «المتطرف» عنصراً أساسياً في عدّة المعركة. موالون ومعارضون وفي الوسط مستقلون مدعومون في أحيان كثيرة من أحد هذين الطرفين!
ويقول استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في «جامعة الحكمة» الدكتور انطوان حرب «ان الفرز السياسي داخل الجامعات بلغ اليوم مداه الأقصى منذ عام 1990 ما حوّل المستقلين الى قلة. وعلى رغم أن الانتخابات تنافس مشروع وطبيعي، فإن اتخاذها الطابع الحاد والعنفي دليل على ضعف الثقافة الديموقراطية لدى الطلاب». ويؤكد حرب «أن الأجيال الطالبية لم تعد تجدّد نفسها أو تطرح خطابها التجديدي على قياداتها السياسية بل تستنسخ خطابها». وارتفاع سقف التصادم بين الطلاب يهدف، كما يقول حرب، الى تعميم النفوذ السياسي لفريق ما داخل الجامعة على حساب الفريق الآخر. ويؤكد في هذا السياق «أن منسوب التسييس هو أعلى في الجامعة اللبنانية بسبب عجز الادارة، التي غالباً ما تكون منحازة أو عاجزة أو غير معنية، عن فرض تصور واضح لانتخابات طلابها، بينما يختلف الوضع في الجامعات الخاصة التي تحدد قوانين الانتخاب فيها».
وحيث تحلّ الفوضى الطالبية تسمع «أوركسترا» من الروايات المتناقضة، هي خلاصة طبيعية لتراكمات من «الصراع» الطالبي على خلفية الصراع السياسي المتعدد الأوجه. طلاب يتكلمون بألسنة زعمائهم ويرددون مواقفهم ويلتزمون باصطفافاتهم، وتكون النتيجة وضع الجامعة على «خط الزلازل».
الانتخابات الطالبية، في رأي كثر، «بروفة» للانتخابات النيابية. هذا الواقع من القواسم المشتركة «النادرة» يُجمع عليه طلاب المعارضة والموالاة، وهم لا يختلفون أيضاً على اعتبار أن «مشروع المصالحة» المتعثّر بين الزعماء اللبنانيين «يصبّ الزيت» على «نار» الانتخابات.
ويرى رئيس مصلحة الطلاب في «القوات اللبنانية» (موالاة) شربل عيد «أن الجو الشبابي الطالبي نسخة طبق الأصل عن الاصطفافات القائمة، والخطاب السياسي هو الرافعة لفوز طرف على آخر». لكنه يلفت الى «أن الهموم الأكاديمية لا تغيب عن بالنا في الوقت الذي نسعى الى تعميم خطابنا السياسي على أكبر عدد ممكن من زملائنا». ويوضح عيد «أن المشاكل تحصل بين الشباب بغض النظر عن «بورصة» المصالحة، فحيث يسيطر أخصامنا في الجامعات تحلّ الفوضى لأنهم يقمعون الرأي ويمنعون حتى توزيع... «البلوك نوت».
مسؤول لجنة إعلام جامعات بيروت الخاصة في «التيار الوطني الحر» (معارضة) نديم مرعي يؤكد ان «حيث التنوع الطائفي في الجامعات يكون كبيراً يكون التنافس على أشدّه والانتخاب يحصل وفق القناعة السياسية، ونحن كـ «تيار» نلتزم بتحالفاتنا السياسية في الجامعات. وهذا الواقع لا يمكن تغييره الا اذا استيقظنا على «دولة تكنوقراط»... ويوضح: «بعد كل انتخابات نطوي الصفحة. وفي الكليات التي نربح فيها «نشتغل لكل الجامعة» وليس لطرف. ونصافح الخاسر والعكس صحيح».
مقاطعة الانتخابات ... لتفادي الصدام ... السياسة تضع طلاب الجامعات اللبنانية على «خط الزلازل»
بيروت الحياة - 17/11/08//
في ساحات الجامعات اللبنانية تخاض «الحروب» الانتخابية. إنه أمر واقع، غالباً ما يخرج عن سيطرة من يعتقد أنه مفتاح الحل والربط في مشروع «تسييس» النَفس الطالبي.
العنوان هو الانتخابات الطالبية، وتحته تندرج تفاصيل «غريبة» عن الجسم الطالبي.
إنها الثامنة صباحاً، الحرم الجامعي في جامعة القديس يوسف، كلية العلوم الاقتصادية والسياسية، بالقرب من وسط العاصمة بيروت يغلي بحركة لا تهدأ، فقد قرع جرس الانتخابات الطالبية، والاستحقاق في هذا الصرح التعليمي يكتسب أهمية خاصة كونه افتتح «مسلسل» الانتخابات الطالبية في سائر الجامعات.
خارج محافظة بيروت، كانت تجرى انتخابات في جامعة «سيدة اللويزة» الخاصة بعد توقف عامين بقرار من الادارة، حماية للطلاب من «التصادم» ومنعاً لتأجيج الخطاب السياسي المتوتر.
وفي الموقعين تشابهت الصور الى حد الاستنساخ: برامج انتخابية، هتافات سياسية، شعارات، استفزازات متبادلة، مراهنات من الطرفين على أن «الربح في الجيبة»، حرب اعصاب... و «حصار عسكري» نفذه رتل من الآليات التابعة للجيش وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني تحسباً لأي إشكال يمكن أن يحصل بين الطلاب «المعبّئين». في الجامعتين كانت الأوامر صريحة بمنع الصور الحزبية ومكبرات الصوت في محاولة لتمرير اليوم الانتخابي «على خير». وفي المحصلة ربح «فريق المعارضة» في جامعة و «فريق السلطة» في أخرى.
هذه الإجراءات الاستثنائية باتت مشهداً مألوفاً في أي انتخابات طالبية تُجرى في لبنان، بعدما تحوّلت السياسة في الجامعات الى أرض خصبة لنمو العصبيات والخطاب التجييشي المتفلّت من الضوابط. وهكذا اضطرت الجامعة اللبنانية وجامعات خاصة، أكثر من مرة الى إرجاء الانتخابات الطالبية «لأن الظروف لا تسمح»، أو أوقفت الدروس ومنعت النشاطات السياسية «خوفاً من الاسوأ». (أجّل رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر الانتخابات الطلابية هذه السنة لعام واحد بناء على مقتضيات المصلحة العامة).
والأسوأ في قاموس ادارات الجامعات هو وقوع ضحايا بين الطلاب بعدما رست بورصة الإشكالات في السنوات الماضية على «خسائر» تتراوح بين الضرب والشتائم الى وقوع جرحى نتيجة التضارب بالأيدي، لذلك فالمقاطعة كانت الحل الأسلم الذي اتبعته ادارات جامعات.
والاستنفار الأمني الذي واكب الانتخابات في الجامعتين حتّمته نتائج الإشكال الطالبي الذي سبقها في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية (الفرع الثاني)، حيث استخدمت العصي والسكاكين في مشهد نافر تحولت خلاله كافيتريا الجامعة الى «ساحة حرب».
ويبلغ الإسقاط السياسي الحاصل في الجامعات ذروته قبيل كل انتخابات نيابية، فـ «ترتفع المتاريس» ويحضر الخطاب السياسي «المتطرف» عنصراً أساسياً في عدّة المعركة. موالون ومعارضون وفي الوسط مستقلون مدعومون في أحيان كثيرة من أحد هذين الطرفين!
ويقول استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في «جامعة الحكمة» الدكتور انطوان حرب «ان الفرز السياسي داخل الجامعات بلغ اليوم مداه الأقصى منذ عام 1990 ما حوّل المستقلين الى قلة. وعلى رغم أن الانتخابات تنافس مشروع وطبيعي، فإن اتخاذها الطابع الحاد والعنفي دليل على ضعف الثقافة الديموقراطية لدى الطلاب». ويؤكد حرب «أن الأجيال الطالبية لم تعد تجدّد نفسها أو تطرح خطابها التجديدي على قياداتها السياسية بل تستنسخ خطابها». وارتفاع سقف التصادم بين الطلاب يهدف، كما يقول حرب، الى تعميم النفوذ السياسي لفريق ما داخل الجامعة على حساب الفريق الآخر. ويؤكد في هذا السياق «أن منسوب التسييس هو أعلى في الجامعة اللبنانية بسبب عجز الادارة، التي غالباً ما تكون منحازة أو عاجزة أو غير معنية، عن فرض تصور واضح لانتخابات طلابها، بينما يختلف الوضع في الجامعات الخاصة التي تحدد قوانين الانتخاب فيها».
وحيث تحلّ الفوضى الطالبية تسمع «أوركسترا» من الروايات المتناقضة، هي خلاصة طبيعية لتراكمات من «الصراع» الطالبي على خلفية الصراع السياسي المتعدد الأوجه. طلاب يتكلمون بألسنة زعمائهم ويرددون مواقفهم ويلتزمون باصطفافاتهم، وتكون النتيجة وضع الجامعة على «خط الزلازل».
الانتخابات الطالبية، في رأي كثر، «بروفة» للانتخابات النيابية. هذا الواقع من القواسم المشتركة «النادرة» يُجمع عليه طلاب المعارضة والموالاة، وهم لا يختلفون أيضاً على اعتبار أن «مشروع المصالحة» المتعثّر بين الزعماء اللبنانيين «يصبّ الزيت» على «نار» الانتخابات.
ويرى رئيس مصلحة الطلاب في «القوات اللبنانية» (موالاة) شربل عيد «أن الجو الشبابي الطالبي نسخة طبق الأصل عن الاصطفافات القائمة، والخطاب السياسي هو الرافعة لفوز طرف على آخر». لكنه يلفت الى «أن الهموم الأكاديمية لا تغيب عن بالنا في الوقت الذي نسعى الى تعميم خطابنا السياسي على أكبر عدد ممكن من زملائنا». ويوضح عيد «أن المشاكل تحصل بين الشباب بغض النظر عن «بورصة» المصالحة، فحيث يسيطر أخصامنا في الجامعات تحلّ الفوضى لأنهم يقمعون الرأي ويمنعون حتى توزيع... «البلوك نوت».
مسؤول لجنة إعلام جامعات بيروت الخاصة في «التيار الوطني الحر» (معارضة) نديم مرعي يؤكد ان «حيث التنوع الطائفي في الجامعات يكون كبيراً يكون التنافس على أشدّه والانتخاب يحصل وفق القناعة السياسية، ونحن كـ «تيار» نلتزم بتحالفاتنا السياسية في الجامعات. وهذا الواقع لا يمكن تغييره الا اذا استيقظنا على «دولة تكنوقراط»... ويوضح: «بعد كل انتخابات نطوي الصفحة. وفي الكليات التي نربح فيها «نشتغل لكل الجامعة» وليس لطرف. ونصافح الخاسر والعكس صحيح».