- Noneأداري سابق - نعتز به ونفتخر
- بلدي :
عدد الرسائل : 2473
المهنة / : ......
مستوى العضو التعليمي / المؤهل التعليمي : عن طريق الملف الشخصي
السٌّمعَة : 0
نقاط : 13215
تاريخ التسجيل : 28/12/2006
صراع الإخوان والحكومة يجفف منابع السياسة في الجامعات المصرية
الأحد 26 أكتوبر - 5:40
صراع الإخوان والحكومة يجفف منابع السياسة في الجامعات المصرية
القاهرة: محمد فتحي يونس
مع اقتراب عقارب الساعة من السابعة إلا ربعا، موعد بدء الندوة التي نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحافيين المصرية، لمناقشة قضية انتخابات الطلاب في الجامعات، تأهب الجميع لدخول القاعة، فإذا بصوت محمد عبد القدوس، عضو مجلس النقابة ورئيس لجنة الحريات، يؤذن لصلاة العشاء ثم تأهب لإمامة الحضور على مدخل القاعة. لحظات واصطف وراءه عشرات الطلاب ممن نبتت لحاهم قليلا وبدت علامة السجود على جباههم، وبقيت الفتيات على الأرائك الجلدية يواصلن النقاش عن تجاوزات الانتخابات في الجامعة.
كانت الصلاة قد قطعت مناقشات الطلاب حول ذات القضية، فحمل كل منهم ملفا تعلوه لافتة بيان الإخوان المسلمين حول تزوير الانتخابات الطلابية، احتوى على 6 صفحات تستعرض تضييق الأمن على طلاب الجماعة ومنع ترشيحهم؛ ومن بين هذه التجاوزات اعتقال 12 طالباً برفقة أستاذٍ لهم هو إيهاب محمود بكلية التربية النوعية بالزقازيق، وإبقائهم بالحبس 30 يوماً. وألقى التقريرُ الضوءَ على حالات شطب مرشحين ينتمون للجماعة، وأخرى لتجاوزات موظفي الكليات مع طالبات لأنهن يرتدين الحجاب. برفقة التقرير، كانت هناك ورقة أخرى عنوانها كالآتي «البرنامج الانتخابي للطلاب المسلمين» احتوت على 36 بندا وعدُّوا بتنفيذها في حالة النجاح.. من بين هذه البنود.. توفير الكتاب الجامعي عن طريق تجميع الكتب القديمة، وتوفير برامج تدريبية في مجال التنمية البشرية واكتشاف الذات، وتيسير الاشتراك في المكتبات واستعارة الكتب، إقامة مسابقات على مستوى الجامعة وتشجيع وتبني كل عملهادف..».
بسؤال محمد، 18 عاما، وهو طالب في السنة الثالثة بكلية العلوم عن علاقة هذه البنود بفكر جماعة الإخوان مع انه بامكان أية جماعة أخرى أن تتبناها، قال: «الإخوان كانوا يشغلون معظم مقاعد الاتحادات الطلابية تقريبا، في الفترة ما بين عامي1986 و1993 وتمكنوا من تحقيق انجازات كبيرة؛ منها تنظيم رحلات للحج والعمرة بثمانين جنيهاً فقط، فلماذا لا نكرر تلك الانجازات، خاصة أن ميزانية الاتحاد في الجامعة مليونان وستمائة ألف جنيه». لكن السياسة لا زالت غائبة حتى الآن. كما أن بعض خصوم الجماعة يتهمونها بجذب الطلاب للخدمات الاجتماعية، بلا هدف سياسي آنٍ، بل تغرقهم بالخدمات لتضمن أن يصبح الواحد منهم عضوا فيها ثم يؤيدها عقب تخرجه في الجامعة بمواقفها السياسية.
يتدخل خالد، وهو طالب بكلية الطب متسائلا: «لماذا تفترض أننا بدون عقل، فمن حقنا أن تكون لنا رؤية إصلاحية وتيار نؤيده، ونحن في مرحلة تدريب على قيادة المستقبل؟»، وتابع موضحاً «الاتحادات الطلابية في السبعينات أفرزت خيرت الشاطر وحمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح.. حتى لو لم أتعلم السياسة فيكفي أن أكون رجل أعمال مثل الشاطر (نائب المرشد العام للجماعة المحبوس حالياً) فهو قدوة لي».
ولكن بسؤاله لماذا لا يكون نجيب سويرس قدوة هو الآخر لو كان المعيار هو النجاح المادي والثراء.. فكر طويلا، قبل أن ننفض جميعا إلى الداخل لسماع المتحدثين في الندوة.
في الداخل، تقدم عبد القدوس الحضورَ ثم صعد أحد الطلاب الصغار لقراءة جزء يسير من القرآن، قبل بدء الندوة.. وبات مؤكدا أن الحضور الطلابي اقتصر فقط على طلاب الجماعة والمتعاطفين معها والدلائل كثيرة؛ منها أن جزءاً كبيراً من الحضور كان يحمل الملفات التي كتب عليها اسم الجماعة مع ارتداء كل الفتيات للحجاب. والضيوف كانوا ثلاثة وهم يحيى القزاز، وهو أستاذ جامعي ناشط في حركة «كفاية» المعارضة، ومجدي حسين أمين عام حزب العمل الإسلامي المجمَّد، ومحمد البلتاجي، عضو البرلمان عن الجماعة، والاستاذ في جامعة الأزهر. ولم يكن هناك وجود لليسار أو التيار الناصري أو الوفد، أو طيف سياسي آخر، وهو مشهد ربما دل على ما يقوله البعض من أن الواقع السياسي في مصر الآن يقتصر على الإخوان وحركات الاحتجاج مع النظام الحاكم. وقال محمد محيي الدين، وهو ممثل الإخوان بجامعة القاهرة، إن الطلاب حاولوا مقابلة رئيس الجامعة لتقديم مبادرة تسمى «مئوية الأمل» لكي يتمكنوا من المشاركة في الاتحاد والمساهمة في الأنشطة الاجتماعية، ولكنهم وجدوا أنفسهم عند ضابط الأمن. وتساءل كيف يحرم 150 ألف طالب بالجامعة من ممارسة حقهم الانتخابي بسبب التضييق على الإخوان. وبعد التصفيق صعد أنس خالد، وهو طالب بجامعة عين شمس، مذكراً أن كل مشاهدي التلفزيون أصابهم المللُ من المسلسل التركي «سنوات الضياع» لأن حلقاته وصلت لـ53 حلقة، بينما الجامعات مجمدة منذ عشرات السنين. وأسعفته ذاكرته الفنية ليصف العلاقة بين الأمن والجامعة مثلما كانت العلاقة بين عتريس وفؤادة في فيلم «شيء من الخوف»، والعبارة التي كان يرددها أهل البلدة في الفيلم، وهي «جواز عتريس من فؤادة باطل». وتمادى الطالب سينمائياً ليذكرنا بمشهد فيلم «طاقية الإخفاء» عندما أخرج توفيق الدقن علبة ثقاب وأجبر عبد المنعم إبراهيم أن يؤكد أنها تحتوي على فيل. وقال: هكذا الحكومة تريد أن تجبرنا على القول إن «الانتخابات نزيهة». ومن بين الانتقادات التي وجهتها تقارير إعلامية موالية للحكومة لجماعة الإخوان في مصر أنها تنفذ أجندة إقليمية ولا تريد إصلاحا ولا ديمقراطية، وأنها تخلط الدين بالسياسة وتريد حكما ثيوقراطيا (دينيا)، ودللت على ذلك بحادثة العرض العسكري في جامعة الأزهر المشابه لعروض حركة حماس العام الماضي، واستخدامها لخطاب ديني في غير محله.
وقال الطلاب في سياق دفاعهم إن المتورطين في العرض مجموعة من طلاب كلية التربية الرياضية، اعتادوا استعراض مهاراتهم طوال أربع سنوات مضت، كما أنهم قدموا اعتذارا ولا داعي للربط بين الإخوان وغيرهم.
لكن عبد الرحمن الخولي، مسؤول الإخوان بجامعة المنصورة، وصف احتجاز زملائه على بوابات الجامعة للتفتيش بأنه مثل التفتيش في «معبر إيرز» وحصار عربات الأمن المركزي للأبواب بحصار غزة. كما أن عبد الرحمن الشوادفي، وهو طالب بجامعة الفيوم، اعتبر فترة اعتقاله التي امتدت شهرا تقربا لله. وأعلن عبد القدوس انتهاء الندوة المنعقدة في الطابق الرابع بمبنى النقابة، في الوقت الذي كانت فيه بقية الطوابق مشغولة بمتابعة مباراة كرة القدم بين فريقي الأهلي وأنيمبا النيجيري.. وبعد انصراف الجميع ظهرت الجدارية التي كانت خلف المتحدثين بوضوح، وتشمل شكلين فرعونين ووسطهما رجل يشبه «سيزيف» يحمل صخرة ويحاول صعود الجبل.
القاهرة: محمد فتحي يونس
مع اقتراب عقارب الساعة من السابعة إلا ربعا، موعد بدء الندوة التي نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحافيين المصرية، لمناقشة قضية انتخابات الطلاب في الجامعات، تأهب الجميع لدخول القاعة، فإذا بصوت محمد عبد القدوس، عضو مجلس النقابة ورئيس لجنة الحريات، يؤذن لصلاة العشاء ثم تأهب لإمامة الحضور على مدخل القاعة. لحظات واصطف وراءه عشرات الطلاب ممن نبتت لحاهم قليلا وبدت علامة السجود على جباههم، وبقيت الفتيات على الأرائك الجلدية يواصلن النقاش عن تجاوزات الانتخابات في الجامعة.
كانت الصلاة قد قطعت مناقشات الطلاب حول ذات القضية، فحمل كل منهم ملفا تعلوه لافتة بيان الإخوان المسلمين حول تزوير الانتخابات الطلابية، احتوى على 6 صفحات تستعرض تضييق الأمن على طلاب الجماعة ومنع ترشيحهم؛ ومن بين هذه التجاوزات اعتقال 12 طالباً برفقة أستاذٍ لهم هو إيهاب محمود بكلية التربية النوعية بالزقازيق، وإبقائهم بالحبس 30 يوماً. وألقى التقريرُ الضوءَ على حالات شطب مرشحين ينتمون للجماعة، وأخرى لتجاوزات موظفي الكليات مع طالبات لأنهن يرتدين الحجاب. برفقة التقرير، كانت هناك ورقة أخرى عنوانها كالآتي «البرنامج الانتخابي للطلاب المسلمين» احتوت على 36 بندا وعدُّوا بتنفيذها في حالة النجاح.. من بين هذه البنود.. توفير الكتاب الجامعي عن طريق تجميع الكتب القديمة، وتوفير برامج تدريبية في مجال التنمية البشرية واكتشاف الذات، وتيسير الاشتراك في المكتبات واستعارة الكتب، إقامة مسابقات على مستوى الجامعة وتشجيع وتبني كل عملهادف..».
بسؤال محمد، 18 عاما، وهو طالب في السنة الثالثة بكلية العلوم عن علاقة هذه البنود بفكر جماعة الإخوان مع انه بامكان أية جماعة أخرى أن تتبناها، قال: «الإخوان كانوا يشغلون معظم مقاعد الاتحادات الطلابية تقريبا، في الفترة ما بين عامي1986 و1993 وتمكنوا من تحقيق انجازات كبيرة؛ منها تنظيم رحلات للحج والعمرة بثمانين جنيهاً فقط، فلماذا لا نكرر تلك الانجازات، خاصة أن ميزانية الاتحاد في الجامعة مليونان وستمائة ألف جنيه». لكن السياسة لا زالت غائبة حتى الآن. كما أن بعض خصوم الجماعة يتهمونها بجذب الطلاب للخدمات الاجتماعية، بلا هدف سياسي آنٍ، بل تغرقهم بالخدمات لتضمن أن يصبح الواحد منهم عضوا فيها ثم يؤيدها عقب تخرجه في الجامعة بمواقفها السياسية.
يتدخل خالد، وهو طالب بكلية الطب متسائلا: «لماذا تفترض أننا بدون عقل، فمن حقنا أن تكون لنا رؤية إصلاحية وتيار نؤيده، ونحن في مرحلة تدريب على قيادة المستقبل؟»، وتابع موضحاً «الاتحادات الطلابية في السبعينات أفرزت خيرت الشاطر وحمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح.. حتى لو لم أتعلم السياسة فيكفي أن أكون رجل أعمال مثل الشاطر (نائب المرشد العام للجماعة المحبوس حالياً) فهو قدوة لي».
ولكن بسؤاله لماذا لا يكون نجيب سويرس قدوة هو الآخر لو كان المعيار هو النجاح المادي والثراء.. فكر طويلا، قبل أن ننفض جميعا إلى الداخل لسماع المتحدثين في الندوة.
في الداخل، تقدم عبد القدوس الحضورَ ثم صعد أحد الطلاب الصغار لقراءة جزء يسير من القرآن، قبل بدء الندوة.. وبات مؤكدا أن الحضور الطلابي اقتصر فقط على طلاب الجماعة والمتعاطفين معها والدلائل كثيرة؛ منها أن جزءاً كبيراً من الحضور كان يحمل الملفات التي كتب عليها اسم الجماعة مع ارتداء كل الفتيات للحجاب. والضيوف كانوا ثلاثة وهم يحيى القزاز، وهو أستاذ جامعي ناشط في حركة «كفاية» المعارضة، ومجدي حسين أمين عام حزب العمل الإسلامي المجمَّد، ومحمد البلتاجي، عضو البرلمان عن الجماعة، والاستاذ في جامعة الأزهر. ولم يكن هناك وجود لليسار أو التيار الناصري أو الوفد، أو طيف سياسي آخر، وهو مشهد ربما دل على ما يقوله البعض من أن الواقع السياسي في مصر الآن يقتصر على الإخوان وحركات الاحتجاج مع النظام الحاكم. وقال محمد محيي الدين، وهو ممثل الإخوان بجامعة القاهرة، إن الطلاب حاولوا مقابلة رئيس الجامعة لتقديم مبادرة تسمى «مئوية الأمل» لكي يتمكنوا من المشاركة في الاتحاد والمساهمة في الأنشطة الاجتماعية، ولكنهم وجدوا أنفسهم عند ضابط الأمن. وتساءل كيف يحرم 150 ألف طالب بالجامعة من ممارسة حقهم الانتخابي بسبب التضييق على الإخوان. وبعد التصفيق صعد أنس خالد، وهو طالب بجامعة عين شمس، مذكراً أن كل مشاهدي التلفزيون أصابهم المللُ من المسلسل التركي «سنوات الضياع» لأن حلقاته وصلت لـ53 حلقة، بينما الجامعات مجمدة منذ عشرات السنين. وأسعفته ذاكرته الفنية ليصف العلاقة بين الأمن والجامعة مثلما كانت العلاقة بين عتريس وفؤادة في فيلم «شيء من الخوف»، والعبارة التي كان يرددها أهل البلدة في الفيلم، وهي «جواز عتريس من فؤادة باطل». وتمادى الطالب سينمائياً ليذكرنا بمشهد فيلم «طاقية الإخفاء» عندما أخرج توفيق الدقن علبة ثقاب وأجبر عبد المنعم إبراهيم أن يؤكد أنها تحتوي على فيل. وقال: هكذا الحكومة تريد أن تجبرنا على القول إن «الانتخابات نزيهة». ومن بين الانتقادات التي وجهتها تقارير إعلامية موالية للحكومة لجماعة الإخوان في مصر أنها تنفذ أجندة إقليمية ولا تريد إصلاحا ولا ديمقراطية، وأنها تخلط الدين بالسياسة وتريد حكما ثيوقراطيا (دينيا)، ودللت على ذلك بحادثة العرض العسكري في جامعة الأزهر المشابه لعروض حركة حماس العام الماضي، واستخدامها لخطاب ديني في غير محله.
وقال الطلاب في سياق دفاعهم إن المتورطين في العرض مجموعة من طلاب كلية التربية الرياضية، اعتادوا استعراض مهاراتهم طوال أربع سنوات مضت، كما أنهم قدموا اعتذارا ولا داعي للربط بين الإخوان وغيرهم.
لكن عبد الرحمن الخولي، مسؤول الإخوان بجامعة المنصورة، وصف احتجاز زملائه على بوابات الجامعة للتفتيش بأنه مثل التفتيش في «معبر إيرز» وحصار عربات الأمن المركزي للأبواب بحصار غزة. كما أن عبد الرحمن الشوادفي، وهو طالب بجامعة الفيوم، اعتبر فترة اعتقاله التي امتدت شهرا تقربا لله. وأعلن عبد القدوس انتهاء الندوة المنعقدة في الطابق الرابع بمبنى النقابة، في الوقت الذي كانت فيه بقية الطوابق مشغولة بمتابعة مباراة كرة القدم بين فريقي الأهلي وأنيمبا النيجيري.. وبعد انصراف الجميع ظهرت الجدارية التي كانت خلف المتحدثين بوضوح، وتشمل شكلين فرعونين ووسطهما رجل يشبه «سيزيف» يحمل صخرة ويحاول صعود الجبل.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى