قراءات في انتخابات الجامعات الفلسطينية لعام 2008

بد من الوقوف عند انتخابات الجامعات وقراءة نتائجها بمختلف الابعاد السياسية والتنظيمية (الحزبية) وانعكاساتها على الواقع السياسي بشكل عام وعلى الساحة الفلسطينية كما انه لا بد من اجراء المقارنة بين شطري الوطن الضفة والقطاع، ومن خلال الجدول المبين نقرأ مايلي:
- ان حركة فتح هي التنظيم الطليعي القادر على قيادة الجماهير والحريصة على مصالح الشعب وثوابته والقادرة على صون وحدته السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى في احلك الاوقات ولا زالت تحظى بثقة الجماهير وتمثل موقعهم المتقدم وما نجاحاتها في ستة جامعات في شطر واحد من الوطن الا تأكيد شعبي على مصداقية الحركة وبرنامجها السياسي والتنظيمي وردا على من يدعي بأنها تتراجع برغم كل ما يقال عنها من هنا وهناك.
- ان لحركة حماس ورغم فظاعة ما اقدمت عليه من انقلاب عسكري دموي وخروجها عن الشرعية وما تعبث به الا انها تحتل موقعا له اثر على الشارع الفلسطيني ولها جماهيرها.
- التنظيمات الاخرى - والذي يعتبر كل تنظيم ركيزة من ركائز العمل الوطني والنضال السياسي والتحرري والذي لا يمكن لاحد تجاوزه لقد حققت كافة التنظيمات نجاحات وفق حجمها في كل موقع من المواقع وفق التمثيل النسبي الذي لا يحرم احدا من حقه.
- لقد جرت الانتخابات الطلابية في اجواء تنافسية شديدة وصدام سياسي واضح بعيد عن العنف والفوضى.
- لقد جرت هذه الانتخابات في الضفة التي للسلطة فيها قول الفصل والتي على رأسها حركة فتح ومع كل ذلك حققت حماس نجاحات في بعض المواقع وفق حجمها الطبيعي في كل موقع شاركت فيه ولم يحظر عليها المشاركة في العملية الانتخابية في حين انه وبالتزامن مع الانتخابات في احدى الجامعات (جامعة الخليل) كان هناك اقتحام من قبل مسلحي حماس لجامعة الاقصى في خان يونس واطلاق النار بشكل مباشر على منسق حركة الشبيبة واصابة 21 طالب وفي نفس اللحظة تم اقتحام مدرسة المواصي في رفح والاعتداء على احد المدرسين داخل المدرسة من قبل مسلحي حماس.
- لقد جرت انتخابات ستة مجالس طلبة دون تدخلات من خارج الجامعة سواء كانت امنية او تنظيمية وافضت عن نتائج نزيهة مما يعكس ارادة حركة فتح وتصميمها على ارساء قواعد القيم والسلوك المنشود في حركة التعبير وممارسة الديمقراطية في الاختيار واحترام الاخرين دون تجاهل او نكران لدورهم وقوتهم ومدى تأثيرهم في الساحة الفلسطينية.
نتائج الانتخابات في الجامعات الستة صرخة مدوية في وجه كل الرافضين للخيار الديمقراطي ايا كان ومهما كان يحمل من توجه سياسي ولتقول لهم لا خيار امام شعبنا الا صناديق الاقتراع لانهاء حالة الانقسام والتشرذم بين رئتي الوطن والالتفات للاخطار التي تهدد قضيتنا برمتها ولا مبرر لمن يدعي الخوف والقلق من جراء انتخابات مماثلة لمؤسسات السلطة الوطنية كافة وفق تمثيل نسبي يضمن للجميع حقوقهم.