سخرت بي الدنيا حتى ذهبت أيامي
الثلاثاء 30 أكتوبر - 2:41
سخرت بي الدنيا حتى ذهبت أيامي
[color=black]
يا آمنا مع قبيح الفعل منه هل أتاك توقيع أمن أنت تملكهُ؟
جمعت شيئين : امنا وأتباع هوى هذا وإحداهما في المرء تهلكهُ
والمحسنون على درب المخاوف قد ساروا وذلك درب لست تسلكه ُ
فرطت في الزرع وقت البذر من سفه ٍفكيف صاد الناس تدركهُ
هذا واعجب شيء فيك زهدك في دار البقاء بعيش ٍ سوف تتركهُ
[color=#0099cc]يقول ابن القيم رحمه الله:
فبعيد من قلبه بعيد عن الله غافل عنه - أي المذنب- متعبد لهواه ..أسير لشهواته ولسانه يابس عن ذكر الله وجوارحه معطلة من طاعته مشتغله بمعصيته أن يوفق للخاتمة بالحسنى .
أن حسن الخاتمة وسوءها امر مفوض الى الله تعالى فعلى العبد ألا يغتر بصلاته ولا بصيامه لكن لا تغفل عن ذكر مولاك ,حتى في أشد حالاتك إذا كنت على فراش الموت فقل : يا الله إذا اصابك هم او حزن فقل : يا الله إذا ضاقت بك الدنيا فقل" يا الله
::
:
دخل قوم على بشر الحافي رحمه الله وهو مريض فقالوا له:
على ماذا عزمت؟
قال: عزمت أني إن عوفيت تبت.
فقال له رجل منهم: فهلا تبت الساعة؟
فقال يا اخي ألا تعلمن ان الملوك لا تقبل الأمان فمن في رجله القيد وفي رقبته الغل أنما يقبل الأمان ممن هو راكب الفرس والسيف يده
فبكى القوم.
قال تعالى:
* وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر احدهم الموت قال أني تبت الآن
ولا الذين يموتون وهم كفّار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما*
يقول ابن رجب :
واعلم أن الانسان ما دام يؤمل الحياة فإنه لا ينقطع أمله من الدنيا وقد لا تسمح نفسه بالأقلاع
عن لذّاتها وشهواتها من المعاصي وغيرها ويرجيه الشيطان التوبة في آخر عمره..فإن تيقن الموت
وأيس من الحياة أفاق من سكرته بشهوات الدنيا فندم حينئذ على تفريطه ندامه يكاد يقتل نفسه
وطلب الرجعة ليتوب ويعمل صالحا فلا يجاب الى شيء من ذلك فيجتمع عليه سكرة الموت مع حسرة الفوت.
وقد حذر الله تعالى عباده من ذلك في كتابه ليستعدوا للموت قبل نزوله والعمل الصالح فقال :
بسم الله الرحمن الرحيم
* [color:a190=black:a190]وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون* وأتبعوا
أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون*
أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وأن كنت لمن الخاسرين*
صدق الله العظيم
قال السماك: احذر السكرة والحسرة ان يفاجاك الموت وانت على الغرة فلا يصف واصف قدر ما تلقى ولا قدر ما ترى.
[color:a190=black:a190]العمر ينقص والذنوب تزيدُ وتقال عثرات الفتى فيعودُ
هل يستطيع جحود ذنب واحد رجل جوراحه عليه شهودُ
والمرء يسأل عن سنيه فيشتهي تقليلها وعن الممات يحيدُ
قال احدهم عند إحتضاره: لا تغرنكم الحياة الدنيا كما غرتني.
والثاني: سخرت بي الدنيا حتى ذهبت أيامي
::
:
أخي الحبيب \ أختي الحبيبة
قدم لنفسك خيرا وأنت مالـِك مالـَك
من قبل أن تصبح فردا ولون حالـَك حالـِك
ولست والله تدري أي المسالك سالـِك
إما لجنة عدن أو في المهالك.
وصلّ اللهم وسلم على حبيب الخلق والمرسلين محمد الأمين وعلى آله وصحبه الميامين .
[/center]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى