أصحاب الهمم العالية

رمضان شهر الصيام والطاعات والعبادات ، والصيام تربية ربانية على الصبر وتحمل الجوع والعطش ، واسم رمضان اصله كلمة رمض وتعنى رمض جوف الصائم من الحر اي اشتد عطشه من الحر ، أي رمض الصائم وتدل على الحرارة والقيظ ، أي ان رمضان هو شهر التحمل والصبر

ولا يقتصر صبر رمضان على العطش فقط والحر ، بل يمتد الى تحمل الجوع طول النهارو الصبر على الطاعة و الامتناع عن المعاصي ، ولا يصبر إلا اصحاب الهمم العالية فأصحاب الهمم هم المسلمون الذين يصبرون على الجوع والعطش فقط ، وأصحاب الهمم العالية هم الذين ترتقى هممهم الى الصبر على الطاعات ، والى التنافس بالعبادة فلا تتوقف هممهم على الحرص على الصلوات الخمس في وقتها ، لا بل تجدهم ناس كبار بهممهم رجالا يصلون فروضهم الخمسة في المساجد ، ونساء يختمون القرآن اكثر من ختمة في رمضان ، فأصحاب الهمم العالية لا يتوقفون عند حد معين ، وهؤلاء أصحاب الشخصية القوية
، فبقوة شخصيتهم يسيطرون على انفسهم ويتحكمون بها ولا يتركون دفة القيادة لشهواتهم وحب الانفس للراحة والكسل والدعة

فصاحب الهمة العالية يترك المباحات ومضيعات الوقت من المسلسلات التلفزيونية و السهرات
والدواوين و النوم في النهار ، ويرتفعون بهمتهم الى صلاة القيام ليلا والتزام المساجد في النهار
، والاعتكاف في العشر الاواخر ، و ختم القرآن اكثر من مرة ، وحفظ ما تيسر من القرآن ، والتصدق ،
والصبر على المزاج بالابتسامة للناس جميعا في كل وقت ، وتحمل الصبر على الاستمرار بالكلام الطيب طوال الوقت

يقول ابن الجوزي رحمه الله : وقد عُرف بالدليل أن الهمة مولودة مع الآدمي وإنما تقصر فيه تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات تفتر أو تقتر ، فإذا حُثت سارت فمتى رأيت في نفسك عجزاً فسل المنعم ، أو كسلاً فسل الموفق فلن تنال خيراً إلا بطاعته فمن الذي أقبل عليه ولم يرد كل مراد

هذه الاعمال ليست لأي أحد ، وليست لأي مسلم ، وإنما هي لأصحاب الهمم العالية فقط ،
الذين لا يقتصرون بأداء الواجبات والفروض من الصيام والصلاة فقط ، لا .. بل ترتقي همهم باستغلال شهر رمضان المبارك وليلة القدر بتحصيل أكبر قدر من الحسنات والارتقاء بأنفسهم الى روحانيات رمضان و درجات العبادة التي تعتلي بالعبد الى الدرجات العليا في الجنة ان شاء الله ، الهمة العالية هي فرصة مفتوحة لكل مسلم ومسلمة ، مهما كان اسمه ووطنه وعلمه ودرجة غناه ، الهمة العالية فقط للذين يستحقونها ، هي فقط للذين يصبرون نفسهم مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ، للذين يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما
للذين تخشع قلوبهم لذكر الله

يقول ابن القيم : علو الهمة ألا تقف دون الله ولا تتعوض عنه بشيءٍ سواه ولا ترضى بغيره بدلاً منه ولا تبيع النفس حضها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيءٍ من الحظوظ الخسيسة الفانية

مشكورررررررررررررر

تحياتي لك