- Noneأداري سابق - نعتز به ونفتخر
- بلدي :
عدد الرسائل : 2473
المهنة / : ......
مستوى العضو التعليمي / المؤهل التعليمي : عن طريق الملف الشخصي
السٌّمعَة : 0
نقاط : 13231
تاريخ التسجيل : 28/12/2006
رحلة سمك السلمون العجيبة !!
الخميس 8 نوفمبر - 0:20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع صحيح طويل بس يستحق الدقايق اللي بنقرأها فيه
هذي الرحلة تعتبر من أغرب الرحلات على الاطلاق
رحلة سمك السلمون العجيبة !!
يبدو أن الإنسان لا يزال أمامه الكثير حتى يفهم ظاهرة البيئة التي تحيط به ، كما يبدو أن الإنسان – وإن كان هو المخلوق الوحيد الذي يعقل – ليس هو الوحيد الذي يرحل أو يضحي ... الخ ، فلئن كان البشر يشكلون أمة ، فكذلك تشكل المخلوقات الأخرى أمم لها خصائصها وطرائقها ، يقول عز وجل "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحية إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون" (الأنعام:38) .
ومن هنا نبدأ.بسواحل النصف الشمالي للكرة الأرضية ، ففي تلك البلاد ، وفي ظلام العصور السحيقة ، عرف الإنسان الأول أسماك السالمون ، فبدأ بناء الحضارات والثقافات ، وفي اللغات القديمة ، أفردت لأسماك السالمون مظاهر الاحترام والترحيب ، وقد وصلت هذه المظاهر إلى حد أن الموت كان عقوبة من يلقي الفضلات والقاذورات في الأنهار ، حيث تقضي أسماك السالمون السنين الأولى من حياتها .
ويقوم سمك السالمون برحلة أو هجرة عجيبة خلال دورة حياته ، والتي تعد لغزا لم يقطع العلماء فيه بإجابة محددة حتى الآن .
وتولد أسماك السالمون في الأنهار ، لكنها لا تلبث أن تهجر هذه الأنهار - فتأخذ طريها إلى البحر المتسع (المياه المالحة) ، حيث يتم نموها حتى تصل إلى مرحلة النضج الجنسي التام ، فتقفل راجعة إلى موطنها الأول لإنجاز مهمة التناسل والموت على أرض الوطن .
وتعتمد أسماك السالمون في العالم على أنهار نصف الكرة الشمالي ، حيث تقضي بها أطوار حياتها الأولى ، لتجوب بعدها البحار ، فتختلط أسماك السالمون من مختلف الجنسيات ، ثم لا تلبث هذه الأسماك – مدفوعة بغريزة الرغبة في البقاء – أن يجتذبها الحنين إلى الوطن ، فيكون اتجاه عودتها إلى النهر واللافت للنظر أن هذه الأسماك على علم تام بخواص المنبت ... فهي مكونات البيئة التي ستضع فيها السمكة بيضها ، والتي ولدت هى ذاتها فيها ... وهنا يكتفي العلم بالقول بأنها "شفرات وراثية ..و"ميل" طبيعي .
وبعد ذلك تنطلق الأسماك إلى البحر بسرعة .. وهى تسير في خط مرسوم ،... حيث تتهددها أخطار عمليات الصيد المكثفة التي قد تعرض تجمعاتها للدمار .
وفي المحيط الهادي تتجه أسراب السالمون القادمة من أسيا صوب الشرق ، بينما تتجه القادمة من أمريكا الشمالية صوب الغرب ويبدو أن طول هذه الرحلة -التي قد تستغرق ذهاباً وإياباً ثلاث سنوات - في طريقها إلى الزيادة .
وتكتسب الأسماك المهيأة للتولد ألوانا مميزة لهذه المرحلة ، يمكن التعرف عليها من خلالها ، وتتجه الإناث إلى إعداد ما يشبه الأعشاش بين حصى القاع النظيف ، ويصل عمق العش إلى قدم أو قدمين ، وفيها تدفن البيض الذي لا يلبث أن يتم تلقيحه بواسطة الذكور المتأهبة .
ويبقى البيض الملقح في الأعشاش التي توفر له الحماية من مخاطر برودة الشتاء ومواسم الجفاف الجليدي وفيضانات الربيع ، ومع ذلك فإن نسبة البيض التي يكتب لها الحياة تتراوح بين 10-20% فقط ، ويخفف من ذلك أن كمية البيض التي تضعها الأنثى كبيرة ، قد تصل إلى ثلاثة آلاف بيضة ، وتخرج هذه الأعداد لتستمر بين سنتين إلى خمس سنوات بكل من النهر والبحر ، معيدة للكَّرة من جديد .
وبعد خروج الأجنة ، تلقي عليها الأمهات والآباء نظرات الوداع، وتدرك أنها قد أنهت مهمتها، فتودِّع الدنيا صائمة متبتِّلة لربها، في نفس الأماكن التي استقبلت هي فيه الدنيا، مخلِّفة وراءها جيلاً من الأبناء يستعد للقيام بدورة أخرى من دورات الكد والمعاناة التي تلاقيها سائر المخلوقات.
وأخيراً لنا وقفتان :
• الأولى عند : "فطرة الاهتداء"
فلقد كشف العلماء بعض أسباب هجرة الحيوان ظناً ، غير أنهم وقفوا حيارى عند سر اهتداء الحيوان إلى موطنه ، وقدموا بعض الفروض العلمية المختلفة اتفقت جميعها على أنها إلهام من الله . فهجرة الأبناء - لاسيما التي تتم أول مرة - إلى حيث سبق أن هاجر الآباء .. دون دليل أو مرشد .. ثم عودتها .. لمن الأسرار ولكنها تشير إلى وجود الواحد القهار ...يقول تعالى "قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى" ( طه : 50)
• والثانية عند : "قوة العزيمة"
فما أن تقوم هذه الفراخ حتى تتخذ سبيلها في النهر عجبا مع تياره في اتجاه البحار والمحيطات ، وهى رحلة شاقة إلى ابعد الحدود ، إذ تكون عكس التيارات والشلالات ، ورغم كل هذه الصعوبات تواصل أسماك السالمون رحلتها تلك ، فلا يصل غايته – أي موقع ولادته - إلا أقواها، وهذا المبدأ موجود عند جميع سلالات الحيوان والنبات ، إنه "قانون البقاء والاصطفاء" .
الموضوع صحيح طويل بس يستحق الدقايق اللي بنقرأها فيه
هذي الرحلة تعتبر من أغرب الرحلات على الاطلاق
رحلة سمك السلمون العجيبة !!
يبدو أن الإنسان لا يزال أمامه الكثير حتى يفهم ظاهرة البيئة التي تحيط به ، كما يبدو أن الإنسان – وإن كان هو المخلوق الوحيد الذي يعقل – ليس هو الوحيد الذي يرحل أو يضحي ... الخ ، فلئن كان البشر يشكلون أمة ، فكذلك تشكل المخلوقات الأخرى أمم لها خصائصها وطرائقها ، يقول عز وجل "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحية إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون" (الأنعام:38) .
ومن هنا نبدأ.بسواحل النصف الشمالي للكرة الأرضية ، ففي تلك البلاد ، وفي ظلام العصور السحيقة ، عرف الإنسان الأول أسماك السالمون ، فبدأ بناء الحضارات والثقافات ، وفي اللغات القديمة ، أفردت لأسماك السالمون مظاهر الاحترام والترحيب ، وقد وصلت هذه المظاهر إلى حد أن الموت كان عقوبة من يلقي الفضلات والقاذورات في الأنهار ، حيث تقضي أسماك السالمون السنين الأولى من حياتها .
ويقوم سمك السالمون برحلة أو هجرة عجيبة خلال دورة حياته ، والتي تعد لغزا لم يقطع العلماء فيه بإجابة محددة حتى الآن .
وتولد أسماك السالمون في الأنهار ، لكنها لا تلبث أن تهجر هذه الأنهار - فتأخذ طريها إلى البحر المتسع (المياه المالحة) ، حيث يتم نموها حتى تصل إلى مرحلة النضج الجنسي التام ، فتقفل راجعة إلى موطنها الأول لإنجاز مهمة التناسل والموت على أرض الوطن .
وتعتمد أسماك السالمون في العالم على أنهار نصف الكرة الشمالي ، حيث تقضي بها أطوار حياتها الأولى ، لتجوب بعدها البحار ، فتختلط أسماك السالمون من مختلف الجنسيات ، ثم لا تلبث هذه الأسماك – مدفوعة بغريزة الرغبة في البقاء – أن يجتذبها الحنين إلى الوطن ، فيكون اتجاه عودتها إلى النهر واللافت للنظر أن هذه الأسماك على علم تام بخواص المنبت ... فهي مكونات البيئة التي ستضع فيها السمكة بيضها ، والتي ولدت هى ذاتها فيها ... وهنا يكتفي العلم بالقول بأنها "شفرات وراثية ..و"ميل" طبيعي .
وبعد ذلك تنطلق الأسماك إلى البحر بسرعة .. وهى تسير في خط مرسوم ،... حيث تتهددها أخطار عمليات الصيد المكثفة التي قد تعرض تجمعاتها للدمار .
وفي المحيط الهادي تتجه أسراب السالمون القادمة من أسيا صوب الشرق ، بينما تتجه القادمة من أمريكا الشمالية صوب الغرب ويبدو أن طول هذه الرحلة -التي قد تستغرق ذهاباً وإياباً ثلاث سنوات - في طريقها إلى الزيادة .
وتكتسب الأسماك المهيأة للتولد ألوانا مميزة لهذه المرحلة ، يمكن التعرف عليها من خلالها ، وتتجه الإناث إلى إعداد ما يشبه الأعشاش بين حصى القاع النظيف ، ويصل عمق العش إلى قدم أو قدمين ، وفيها تدفن البيض الذي لا يلبث أن يتم تلقيحه بواسطة الذكور المتأهبة .
ويبقى البيض الملقح في الأعشاش التي توفر له الحماية من مخاطر برودة الشتاء ومواسم الجفاف الجليدي وفيضانات الربيع ، ومع ذلك فإن نسبة البيض التي يكتب لها الحياة تتراوح بين 10-20% فقط ، ويخفف من ذلك أن كمية البيض التي تضعها الأنثى كبيرة ، قد تصل إلى ثلاثة آلاف بيضة ، وتخرج هذه الأعداد لتستمر بين سنتين إلى خمس سنوات بكل من النهر والبحر ، معيدة للكَّرة من جديد .
وبعد خروج الأجنة ، تلقي عليها الأمهات والآباء نظرات الوداع، وتدرك أنها قد أنهت مهمتها، فتودِّع الدنيا صائمة متبتِّلة لربها، في نفس الأماكن التي استقبلت هي فيه الدنيا، مخلِّفة وراءها جيلاً من الأبناء يستعد للقيام بدورة أخرى من دورات الكد والمعاناة التي تلاقيها سائر المخلوقات.
وأخيراً لنا وقفتان :
• الأولى عند : "فطرة الاهتداء"
فلقد كشف العلماء بعض أسباب هجرة الحيوان ظناً ، غير أنهم وقفوا حيارى عند سر اهتداء الحيوان إلى موطنه ، وقدموا بعض الفروض العلمية المختلفة اتفقت جميعها على أنها إلهام من الله . فهجرة الأبناء - لاسيما التي تتم أول مرة - إلى حيث سبق أن هاجر الآباء .. دون دليل أو مرشد .. ثم عودتها .. لمن الأسرار ولكنها تشير إلى وجود الواحد القهار ...يقول تعالى "قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى" ( طه : 50)
• والثانية عند : "قوة العزيمة"
فما أن تقوم هذه الفراخ حتى تتخذ سبيلها في النهر عجبا مع تياره في اتجاه البحار والمحيطات ، وهى رحلة شاقة إلى ابعد الحدود ، إذ تكون عكس التيارات والشلالات ، ورغم كل هذه الصعوبات تواصل أسماك السالمون رحلتها تلك ، فلا يصل غايته – أي موقع ولادته - إلا أقواها، وهذا المبدأ موجود عند جميع سلالات الحيوان والنبات ، إنه "قانون البقاء والاصطفاء" .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى