- مريم البتولعضو مميز جدا
- بلدي :
عدد الرسائل : 345
الاقامة : الجزائر
المهنة / : استاذة في التعليم الثانوي......
مستوى العضو التعليمي / المؤهل التعليمي : خريجة جامعة( حاملة لشهادة الليسانس تخصص أدب عربي )
السٌّمعَة : 0
نقاط : 12017
تاريخ التسجيل : 02/03/2008
**الدعاء بالبركه " اللهم اجعلني مباركا حيثما كنت
الخميس 20 يناير - 5:33
اللهم اجعلني مباركا حيثما كنت
البركة : كثرة الخير .
والمبارك : هو من جعل الله فيه أسباب البركة .
فالعالم مبارك لأنه يعلم ويدعو إلى الله ، كما جاء في الحديث من قول أسيْد بن حضير [ ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر ] .
والتاجر المنفق الصالح مبارك لأنه ينفق ماله في طاعة الله .
[ المراد بالبركة البركة السببية وليست ذاتية ، لأنه ليس هناك أحد مبارك فإن الصحابة كانوا يتبركون بأبعاضه كأظفره أوeبركة ذاتية إلا الرسول ثيابه .
فالمصنف يدعو للقارىء أن يكون مباركاً في عمره وعمله وفي وقته وفي علمه وأن يكون نافعاً للعباد حيثما نزل وحيثما حل .
وهذا فضل عظيم وكبير لمن حصل له .
لأن من بورك له في وقته شغله بطاعة الله ، ولم يضيعه ، واستغله فيما يعود عليه بالنفع .
ومن بورك له في علمه : نفعه الله به ونفع به العباد .
ولذلك قال عيسى : ( وجعلني مباركاً أينما كنت ) .
إن من بورك له في وقته : فهو الموفق . فنسأل الله أن يبارك لنا في أوقاتنا وفي أعمالنا وفي أعمارنا .
.eوإن من أعظم من بورك له في وقته الحبيب
.eففي يوم الفتح – وقت معركة – وقت حرب – وهو قائد أمة ومع ذلك يصلي الضحى ثمان ركعات ، إن هذا من بركة وقته
والإمام النووي رحمه الله : لم يتجاوز عمره ( 45 ) عاماً ومع ذلك ألف مؤلفات عظيمة ، مع قصر حياته ، بل كان عنده في اليوم الواحد : 12 ) درساً كما ذكر ذلك في ترجمتـه .
ومن أراد أن يبارك الله في وقته فعليه :
أولاً : بالإخلاص لله تعالى .
فهذا أساس الأعمال وأساس قبولها وعظمتها
ثانياً : دعاء الله بذلك : اللهم اجعلني مباركاً .
كان من دعاء بعض السلف لبعض : أسأل الله أن يجعلك مباركاً .
م / ( وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر ، وإذا أذنب استغفر ، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة } .
لماذا هذه هي عنوان السعادة ؟
لأن الإنسان لا ينفك عن حال من هذه الحالات الثلاث .
إما أن يُعطَى ، وإما أن يبتلى ، وإما أن يذنب ويقع في الذنب . [ فإن قام بوظيفة كل حالة فهو السعيد لأنه حقق عبودية الله فيها ] .
لأن الإنسان إما أن يكون في نعمة ، فما هي وظيفة هذه النعمة ؟ ما هو واجبه تجاه نعم الله ؟
هو شكرها والقيام بشكرها .
وإما أن يقع بذنب – ولا يسلم أحد من الذنوب – فما هو الواجب على من وقع في ذنب ؟؟ الواجب عليه أن يستغفر ربه وأن يتوب وأن يعود إلى الله .
وإما أن يكون في محنة وبلية ومصيبة ؟ فما هو موقف المسلم إذا أصيب ببلاء أو مصيبة ؟ الصبر والاحتساب الأجر عند الله .
فلذلك صارت هذه الثلاث من أعظم أسباب السعادة .
لأنه حقق العبودية لربه على كل أحواله ، وهكذا المؤمن حقاً ، يسعى في رضا الله وتحقيق عبوديته على أي حالة يمر بها في حياته .
السبب الأول : إذا أعطي شكر :
فمن أسباب السعادة أن يشكر الإنسان ربه على نعمه العظيمة الجليلة .
والشكر له 3 أركان :
يكون بالقلب ، ويكون باللسان ، ويكون بالجوارح .
بالقلب : هو إيمان القلب بأن النعمة من الله تعالى ، وأن له المنة في ذلك .
باللسان : التحدث بنعمة الله اعترافاً – لا افتخاراً .
بالجوارح : وهو القيام بطاعة المنعِم . [ ولذلك في الحديث كان النبي يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ].
وفي ذلك يقول الشاعر :
أفادتكم مني النعماءُ ثلاثةً يدي ولساني والضميرَ المحجــبا .
يدي : الجوارح لساني : القول بالثناء على الله بالنعمة الضمير المحجبا : الاعتقاد .
والله عز وجل يذكر عباده بنعمه عليهم ويدعوهم إلى تذكرها كما قال تعالى ( واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة ) .
وقال تعالى ( يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم ... ) .
والشكر له فضائل وثمرات :
أولاً : أن الله أمر به .
فقال تعالى ( كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) .
وقال تعالى ( بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ) .
وقال تعالى ( أفلا يشكرون ) .
ثانياً : الثناء على الشاكرين وأن الشكر سبيل رسل الله وأنبيائه .
كما قال تعالى ( إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم ) .
وقال تعالى ( ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكوراً ) .
ثالثاً : أن الشكر نفع للشاكر نفسه .
كما قال تعالى ( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ) .
وقال تعالى ( وسيجزي الله الشاكرين ) .
رابعاً : أن الشكر مانع من العذاب .
قال تعالى ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ) .
خامساً : أن الشكر سبب لزيادة النعم وبقائها .
كما قال تعالى ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ) .
سادساً : أن الصفوة المختارة وعباد الله الصالحين يسألون الله أن يوزعهم شكر نعمه .
كما قال تعالى عن سليمان ( وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ) .
سابعاً : أن الشاكرين قليل .
كما قال تعالى ( وقليل من عبادي الشكور ) .
وبما أن الشكر منزلته عظيمة ؟ كيف نحقق الشكر ؟ نحققه بأمور :
أولاً : سؤال الله ذلك ، بأن يوفقنا لشكره والتضرع في ذلك .
كما قال تعالى عن سليمان ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي ) .
معاذ بن جبل أن يقول دبر كل صلاة ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) .eوقد أوصى النبي
ثانياً : أن ينظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا [ ينظر للفقراء ومن هم أقل منه ] فإذا فعل ذلك استعظم ما أعطاه الله .
( انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ) متفق عليه .eولذلك قال
قال عون بن عبد الله :
صحبتُ الأغنياء ، فلم أر أحداً أكبر هماً مني ، أرى دابة خيراً من دابتي ، وثوباً خيراً من ثوبي ، وصحبت الفقراء فاسترحت.
السبب الثاني : وإذا ابتلي صبر .
هذا السبب الثاني من أسباب السعادة .
فإن الإنسان يجب عليه إذا أصيب بمصيبة أو محنة أو غيرها من الابتلاءات كالأمراض والأسقام والديون أو غيرها ، فإن الواجب عليه الصبر .
فإن صبر فقد حقق ما يجب عليه من الأمر بالصبر عند حدوث المصائب .
قال تعالى ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ) .
وقال تعالى ( استعينوا بالصبر والصلاة ) .
( عجباً لأمر المؤمن ! إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلاeوقال للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) رواه مسلم .
( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فلهeوقال
السخط ) رواه الترمذي .
( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه من خطيئة ) رواه الترمذي .eوقال
وللبلاء فوائد :
أولاً : لينال أجر وفضل الصابرين على صبره على مصيبته .
فمن فضائل الصبر معية الله .
قال تعالى ( إن الله مع الصابرين ) .
ثانياً : أن الله يحبهم .
كما قال تعالى ( إن الله يحب الصابرين ) .
ثالثاً : لهم الأجر العظيم .
قال تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
رابعاً : دخول الجنة .
( ما لعبدي المؤمن إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) رواه البخاريeكما قال
صفيه : حبيبه .
( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ) رواه البخاري . يريد عينيه .eوقال
ثانياً : أن المصائب تكفير للسيئات ورفع للدرجات .
( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) متفق عليه .eكما قال
وفي رواية ( ما من مسلم يصيبه أذى ، شوكة فما فوقها إلا كفّر الله بها سيئاته ، وحُطّتْ عنه ذنوبه كما تَحُطُّ الشجرةُ ورَقَها ) متفق عليه .
(ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسـه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه من خطيئة ) رواه الترمذي .eوقال
ثالثاً : أن البلاء يقطع قلب المؤمن من الالتفات إلى المخلوق .
رابعاً : تذكير العبد بذنوبه فربما تاب ورجع .
خامساً : زوال قسوة القلب وانكساره لله ، فإن ذلك أحب إلى الله من كثير من طاعات الطائعين .
• فمن لم يصبر على البلاء فليس بسعيد ، لأنه لم يحقق عبودية الله في بلائه ، التي هي الصبر والاحتساب .
السبب الثالث : وإذا أذنب استغفر .
من علامات السعادة ، ومن علامات التوفيق ، أن الإنسان كلما وقع في ذنب استغفر وتاب من ذلك الذنب .
وهذا هو الواجب على المسلم الذي وقع في ذنب أن يتوب ويستغفر ربه من ذلك الذنب .
قال تعالى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ) .
وقال تعالى ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ) .
وقال تعالى ( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ) .
وهذا نبي الله موسى يقول ( قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) .
وها هو الخليل يقول ( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) .
وقال تعالى في الحديث القدسي ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب فاستغفروني أغفر لكم ) رواه مسلم .
فالإنسان يقع في الذنوب – وكل ابن آدم خطاء – لكن خيرهم من يستغفر ويتوب ويرجع .
• فمن لم يستغفر الله ويتوب من ذنبه فهو خاسر شقي ظالم لنفسه .
قال تعالى ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) .
وللاستغفار فوائد منها :
أولاً : تكفير السيئات ورفع الدرجات .
قال تعالى ( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ) .
وتقدم حديث ( فاستغفروني أغفر لكم ) .
ثانياً : سبب لسعة الرزق .
قال نوح لقومه ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ) .
ثالثاً : سبب لدفع المصائب .
قال تعالى ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) .
رابعاً : سبب لبياض القلب .
( إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب واستغفر صقل قلبه ) رواه أحمد .eقال
خامساً : سبب لمحبة الله .
قال تعالى ( إن الله يحب التوابين
البركة : كثرة الخير .
والمبارك : هو من جعل الله فيه أسباب البركة .
فالعالم مبارك لأنه يعلم ويدعو إلى الله ، كما جاء في الحديث من قول أسيْد بن حضير [ ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر ] .
والتاجر المنفق الصالح مبارك لأنه ينفق ماله في طاعة الله .
[ المراد بالبركة البركة السببية وليست ذاتية ، لأنه ليس هناك أحد مبارك فإن الصحابة كانوا يتبركون بأبعاضه كأظفره أوeبركة ذاتية إلا الرسول ثيابه .
فالمصنف يدعو للقارىء أن يكون مباركاً في عمره وعمله وفي وقته وفي علمه وأن يكون نافعاً للعباد حيثما نزل وحيثما حل .
وهذا فضل عظيم وكبير لمن حصل له .
لأن من بورك له في وقته شغله بطاعة الله ، ولم يضيعه ، واستغله فيما يعود عليه بالنفع .
ومن بورك له في علمه : نفعه الله به ونفع به العباد .
ولذلك قال عيسى : ( وجعلني مباركاً أينما كنت ) .
إن من بورك له في وقته : فهو الموفق . فنسأل الله أن يبارك لنا في أوقاتنا وفي أعمالنا وفي أعمارنا .
.eوإن من أعظم من بورك له في وقته الحبيب
.eففي يوم الفتح – وقت معركة – وقت حرب – وهو قائد أمة ومع ذلك يصلي الضحى ثمان ركعات ، إن هذا من بركة وقته
والإمام النووي رحمه الله : لم يتجاوز عمره ( 45 ) عاماً ومع ذلك ألف مؤلفات عظيمة ، مع قصر حياته ، بل كان عنده في اليوم الواحد : 12 ) درساً كما ذكر ذلك في ترجمتـه .
ومن أراد أن يبارك الله في وقته فعليه :
أولاً : بالإخلاص لله تعالى .
فهذا أساس الأعمال وأساس قبولها وعظمتها
ثانياً : دعاء الله بذلك : اللهم اجعلني مباركاً .
كان من دعاء بعض السلف لبعض : أسأل الله أن يجعلك مباركاً .
م / ( وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر ، وإذا أذنب استغفر ، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة } .
لماذا هذه هي عنوان السعادة ؟
لأن الإنسان لا ينفك عن حال من هذه الحالات الثلاث .
إما أن يُعطَى ، وإما أن يبتلى ، وإما أن يذنب ويقع في الذنب . [ فإن قام بوظيفة كل حالة فهو السعيد لأنه حقق عبودية الله فيها ] .
لأن الإنسان إما أن يكون في نعمة ، فما هي وظيفة هذه النعمة ؟ ما هو واجبه تجاه نعم الله ؟
هو شكرها والقيام بشكرها .
وإما أن يقع بذنب – ولا يسلم أحد من الذنوب – فما هو الواجب على من وقع في ذنب ؟؟ الواجب عليه أن يستغفر ربه وأن يتوب وأن يعود إلى الله .
وإما أن يكون في محنة وبلية ومصيبة ؟ فما هو موقف المسلم إذا أصيب ببلاء أو مصيبة ؟ الصبر والاحتساب الأجر عند الله .
فلذلك صارت هذه الثلاث من أعظم أسباب السعادة .
لأنه حقق العبودية لربه على كل أحواله ، وهكذا المؤمن حقاً ، يسعى في رضا الله وتحقيق عبوديته على أي حالة يمر بها في حياته .
السبب الأول : إذا أعطي شكر :
فمن أسباب السعادة أن يشكر الإنسان ربه على نعمه العظيمة الجليلة .
والشكر له 3 أركان :
يكون بالقلب ، ويكون باللسان ، ويكون بالجوارح .
بالقلب : هو إيمان القلب بأن النعمة من الله تعالى ، وأن له المنة في ذلك .
باللسان : التحدث بنعمة الله اعترافاً – لا افتخاراً .
بالجوارح : وهو القيام بطاعة المنعِم . [ ولذلك في الحديث كان النبي يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ].
وفي ذلك يقول الشاعر :
أفادتكم مني النعماءُ ثلاثةً يدي ولساني والضميرَ المحجــبا .
يدي : الجوارح لساني : القول بالثناء على الله بالنعمة الضمير المحجبا : الاعتقاد .
والله عز وجل يذكر عباده بنعمه عليهم ويدعوهم إلى تذكرها كما قال تعالى ( واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة ) .
وقال تعالى ( يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم ... ) .
والشكر له فضائل وثمرات :
أولاً : أن الله أمر به .
فقال تعالى ( كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) .
وقال تعالى ( بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ) .
وقال تعالى ( أفلا يشكرون ) .
ثانياً : الثناء على الشاكرين وأن الشكر سبيل رسل الله وأنبيائه .
كما قال تعالى ( إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم ) .
وقال تعالى ( ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكوراً ) .
ثالثاً : أن الشكر نفع للشاكر نفسه .
كما قال تعالى ( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ) .
وقال تعالى ( وسيجزي الله الشاكرين ) .
رابعاً : أن الشكر مانع من العذاب .
قال تعالى ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ) .
خامساً : أن الشكر سبب لزيادة النعم وبقائها .
كما قال تعالى ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ) .
سادساً : أن الصفوة المختارة وعباد الله الصالحين يسألون الله أن يوزعهم شكر نعمه .
كما قال تعالى عن سليمان ( وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ) .
سابعاً : أن الشاكرين قليل .
كما قال تعالى ( وقليل من عبادي الشكور ) .
وبما أن الشكر منزلته عظيمة ؟ كيف نحقق الشكر ؟ نحققه بأمور :
أولاً : سؤال الله ذلك ، بأن يوفقنا لشكره والتضرع في ذلك .
كما قال تعالى عن سليمان ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي ) .
معاذ بن جبل أن يقول دبر كل صلاة ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) .eوقد أوصى النبي
ثانياً : أن ينظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا [ ينظر للفقراء ومن هم أقل منه ] فإذا فعل ذلك استعظم ما أعطاه الله .
( انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ) متفق عليه .eولذلك قال
قال عون بن عبد الله :
صحبتُ الأغنياء ، فلم أر أحداً أكبر هماً مني ، أرى دابة خيراً من دابتي ، وثوباً خيراً من ثوبي ، وصحبت الفقراء فاسترحت.
السبب الثاني : وإذا ابتلي صبر .
هذا السبب الثاني من أسباب السعادة .
فإن الإنسان يجب عليه إذا أصيب بمصيبة أو محنة أو غيرها من الابتلاءات كالأمراض والأسقام والديون أو غيرها ، فإن الواجب عليه الصبر .
فإن صبر فقد حقق ما يجب عليه من الأمر بالصبر عند حدوث المصائب .
قال تعالى ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ) .
وقال تعالى ( استعينوا بالصبر والصلاة ) .
( عجباً لأمر المؤمن ! إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلاeوقال للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) رواه مسلم .
( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فلهeوقال
السخط ) رواه الترمذي .
( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه من خطيئة ) رواه الترمذي .eوقال
وللبلاء فوائد :
أولاً : لينال أجر وفضل الصابرين على صبره على مصيبته .
فمن فضائل الصبر معية الله .
قال تعالى ( إن الله مع الصابرين ) .
ثانياً : أن الله يحبهم .
كما قال تعالى ( إن الله يحب الصابرين ) .
ثالثاً : لهم الأجر العظيم .
قال تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
رابعاً : دخول الجنة .
( ما لعبدي المؤمن إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) رواه البخاريeكما قال
صفيه : حبيبه .
( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ) رواه البخاري . يريد عينيه .eوقال
ثانياً : أن المصائب تكفير للسيئات ورفع للدرجات .
( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) متفق عليه .eكما قال
وفي رواية ( ما من مسلم يصيبه أذى ، شوكة فما فوقها إلا كفّر الله بها سيئاته ، وحُطّتْ عنه ذنوبه كما تَحُطُّ الشجرةُ ورَقَها ) متفق عليه .
(ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسـه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه من خطيئة ) رواه الترمذي .eوقال
ثالثاً : أن البلاء يقطع قلب المؤمن من الالتفات إلى المخلوق .
رابعاً : تذكير العبد بذنوبه فربما تاب ورجع .
خامساً : زوال قسوة القلب وانكساره لله ، فإن ذلك أحب إلى الله من كثير من طاعات الطائعين .
• فمن لم يصبر على البلاء فليس بسعيد ، لأنه لم يحقق عبودية الله في بلائه ، التي هي الصبر والاحتساب .
السبب الثالث : وإذا أذنب استغفر .
من علامات السعادة ، ومن علامات التوفيق ، أن الإنسان كلما وقع في ذنب استغفر وتاب من ذلك الذنب .
وهذا هو الواجب على المسلم الذي وقع في ذنب أن يتوب ويستغفر ربه من ذلك الذنب .
قال تعالى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ) .
وقال تعالى ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ) .
وقال تعالى ( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ) .
وهذا نبي الله موسى يقول ( قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) .
وها هو الخليل يقول ( والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) .
وقال تعالى في الحديث القدسي ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب فاستغفروني أغفر لكم ) رواه مسلم .
فالإنسان يقع في الذنوب – وكل ابن آدم خطاء – لكن خيرهم من يستغفر ويتوب ويرجع .
• فمن لم يستغفر الله ويتوب من ذنبه فهو خاسر شقي ظالم لنفسه .
قال تعالى ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) .
وللاستغفار فوائد منها :
أولاً : تكفير السيئات ورفع الدرجات .
قال تعالى ( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ) .
وتقدم حديث ( فاستغفروني أغفر لكم ) .
ثانياً : سبب لسعة الرزق .
قال نوح لقومه ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ) .
ثالثاً : سبب لدفع المصائب .
قال تعالى ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) .
رابعاً : سبب لبياض القلب .
( إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب واستغفر صقل قلبه ) رواه أحمد .eقال
خامساً : سبب لمحبة الله .
قال تعالى ( إن الله يحب التوابين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى