قف !!! مهلاًً!!! ماذا تعرف عن الزيدية ؟؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وخاتمهم أجمعين محمد المصطفى الأمين وعلى آله الطيبين الأطهار وعلى أصحابه الأخيار .

فإليك أخي الكريم نبذة مختصرة عن الزيدية و أصولهم
• وسيتكون البحث من خمسة مباحث :

1- أهل البيت وأحقيتهم في الإمامة .
2- الزيدية والإمام زيد .
3- هل الزيدية معتزلة ؟
4- أصول العقيدة .
5- المصادر الزيدية .

• أهل البيت

و أهل البيت كما بينتهم الأدلة المتضافرة هم علي بن ابي طالب وفاطمة عليها السلام وابناهما الحسن والحسين, ومن نحا نحوهم وسار بسيرتهم واقتدا بأفعالهم من ذريتهم , أما من خرج عنهم فلم ينحى منحاهم في العلم والعمل , ولم يعرف حرمتهم وقدرهم , ولم يراعي منزلتهم فليس منهم ولا هم منه .
_وتجدر الإشارة هنا إلى ان هاؤلاء هم أهل بيت الرسول الذين ورد ذكرهم في القران الكريم والأحاديث الشريفة بهذا المسمى ( أهل البيت , وبعض المسميات الأخرى ) , وليس كل أهل الرسول فمفهوم أهل الرسول يدخل فيه أزواج الرسول و أعمامه وأبناء عمومة وأبناء الخال والخالة وغيرهم حتى المصاهرين له وغيرهم كثير .
والأدلة على هذا من القران والسنة هي كالتالي :

القرآن :
عندما نزلت أية المودة ( قل لا أسألكم عليه آجرا إلى المودة في القربى ) ولما نزلت هذه الآية قالوا يا رسول الله من قرابتك هاؤلاء, قال : (علي وفاطمة وابناهما) أخرجه الغزالي في المناقب , والزمخشري في الكشاف, والرازي في تفسيره, ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى , و أخرجه نحوهُ البخاري 6\129 , وابن حجر في الصواعق الفصل الأول من الباب 11 وغيرهم.وأيضا فقد قال الله تعالى ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبنائكم , ونسائنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) . وقد اجمع المفسرون ان النبي عندما أراد مباهلت نصارى نجران دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين , وذكروا بأن المراد بنسائنا ( فاطمة ) وأبنائنا ( الحسن والحسين ) وأنفسنا ( علي ) .

من الحديث :
ان الرسول عندما جمع الحسن والحسين وعلي وفاطمة وضمهم تحت ردائه وقال " اللهم هاؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " وبينما هم في ذالك جاءت أم سلمه وقالت هل أنا منهم يا رسول الله فقال أنت إلى خير .
..... وأما أعلام أئمة وعلماء أهل البيت من بعد الحسنين هم :
الإمام الرضا الحسن بن الحسن , والإمام علي بن الحسين ( السجاد ) , والإمام زيد بن علي السجاد , والإمام عبدالله بن الحسن بن الحسن كامل أل البيت في زمانه , والإمام علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن عابد أهل البيت , والإمام الباقر محمد بن علي السجاد , والإمام الصادق جعفر بن محمد بن علي السجاد , والإمام الكاظم موسى بن جعفر , والإمام علي بن جعفر العريضي , والإمام الرضا علي بن موسى , والإمام المهدي محمد بن عبدالله النفس الزكية , والإمام إبراهيم بن عبدالله , والإمام الحسين بن علي بن الحسن الفخي ,, والإمام إدريس بن عبدالله , والإمام يحيى بن عبدالله , والإمام محمد بن إبراهيم , والإمام عيسى بن زيد , والإمام أحمد بن عيسى , والإمام موسى بن عبدالله بن الحسن , والإمام عبدالله بن موسى الجون , والإمام الحسن بن يحيى بن الحسن بن زيد , والإمام نجم آل رسول الله القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل الرسي , والإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين , والإمام الناصر الأطروش الحسن بن علي .
ومنهم من انتشر فكره واشتهرت مؤلفاتهم مثل الإمام الهادي للحق يحيى بن الحسين , والإمام القاسم بن إبراهيم الرسي , والإمام الناصر الأطروشي , والإمام زيد بن علي , والإمام الحسن بن يحيى بن الحسين , والإمام أحمد بن عيسى بن زيد .
_والترتيب هو حسب شهرة وكثرة ما تداولته الزيدية عنهم _

ومن أبرز ما تتميز به الزيدية هو إتباعهم للأمة أهل البيت من حسنين و حسينيين وليس كما اقتصرت عليه بعض الفرق الشيعية من إتباع الأئمة من نسل الحسين دون الحسن .
ومعنى إتباع الزيدية لأهل البيت هو العمل بإجماعهم ( أئمة وعلماء أهل البيت ) , وترجيح ما اشتهر عنهم , وتقديم آرائهم عن من سواهم من العلماء .
وأما سبب إتباع الزيدية لأئمة أهل البيت فهو استجابة لمجموعه من الأدلة , ومن أبرزها قوله تعالى (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) , والحديث الصحيح الذي قد يبلغ حد التواتر , والذي للأسف لا يعرفه إلى قله من الناس وهو " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي , كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض, وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير نبئني انهما لا يفترقا حتى يردا علي الحوض "وسيتم ذكر اسنادات هذا الحديث في المبحث الرابع .
ويكفي هذا الحديث ليؤكد احقيتهم في الإمامة .

الزيدية والإمام زيد

إن إسم الزيدية يشير إلى الانتساب إلى الإمام الولي بن الولي زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم جميعاً السلام ) . وسبب انتساب الزيدية إلى الإمام زيد _ دون الإمام علي بن أبي طالب , ودون غيره من أئمة أهل البيت الأجلاء _ هو لأن الإمام زيد جسد آمالها , ومبادئها , واستشهد وصلب عريانا في سبيلها , في عصر كالح اندرست في معالم الدين من عدلٍ والتوحيدٍ و وعدٍ ووعيدٍ , واستبدلت بمفاهيم التشبيه والتجسيم , والجبر , وإلغاء الجهاد , وإطماع الفاسقين من جبابرة ومجرمين بدخول الجنة , وشفاعة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم . وقد بين سبب الإعتراء إلى الإمام زيد الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية في قوله ( أما والله لقد أحيا زيد بن علي ما اندثر من سنن المرسلين , وأقام عامود الدين إذ اعوج ولن ننحو إلا أثره , ولن نقتبس إلى من نوره , وزيد إمام الأئمة , وأول من خرج داعياً إلى الله بعد السبط الحسين بن علي (عليهم جميعاً السلام ) . وقال أبوه الإمام عبدالله الكامل ( العلم بيننا وبين الناس علي بن ابي طالب , والعلم بيننا وبين الشيعة زيد بن علي ) . فكان خروج الإمام زيد إذ خرج بمثابة إحياء للدين , وبعثه من جديد . فسلام الله عليه ويوم ولد , وسلام الله عليه يوم استشهد , وسلام الله عليه يوم يبعث حياً .
ويجب التنبيه إلى أنه ليس هناك علاقة تقليدية بن الزيدية والإمام زيد . الزيدية لم تسمى زيديه لأنها تتبع رأي الإمام زيد , كالحنفية , والشافعية , والحنبلية , والمالكية ..... , نعم , لاشك في أن الزيدية تعتبر رأي الإمام زيد عليه السلام , ولاكنها لا تلزم تقليده كما التزمت الفرق الأخرى بآراء مؤسسيها , كما لا تلتزم تقليد غيره من أئمة أهل البيت , بل الزيدية نرى أن الاجتهاد واجب في كل عصر , وفي كل مكان لكل من ملك أدوات الاجتهاد , مع عدم الخروج عن آراء أهل البيت عليهم السلام في المسائل العقائدية ( العدل , التوحيد , الوعد والوعيد .... ) .

المبحث الثالث-

• هل الزيدية معتزلة الأصل وحنفية الفرع ؟

نجد في بعض كتيب الفرق أن الزيدية حنفية في الفروع ,ومعتزلة في الأصول , وهذا خطاء ولا مستند له على الإطلاق , والعجب ممن يقول بمثله . وقد سبق وأشرت أن الزيدية لا تقلد فردا من آل البيت فكيف تقلد أبا حنيفة رحمة الله عليه .
أما في العقائد فلا يوجد ما يدل على كون الزيدية أخذت عن المعتزلة بل العكس هو الأقرب . فالمعتزلة نفسها تسند مذهبها في التوحيد إلى الإمام علي بن ابي طالب فكيف يقال ان أعلام أهل البيت ( ذرية الإمام علي ) أخذت هذه الأصول عن المعتزلة ؟! , فهل يترك الأصل ويؤخذ من الفرع ؟! نعم وجد توافق بينهما في أمهات القضايا العقائدية إلى ان القضية الأساسية ( العقد , الاختيار , الموقف من الإمام علي , والعلاقة بالدولة ) هي التي حدت العلاقة بينهما ولم تجعل منهما فرقة واحدة .
أما بخصوص من قال ان الإمام زيد قد درس على يد واصل بن عطاء فقد اخطأ خطأ واضحاً , وقد بحث السبحاني في الجزء السابع من موسوعته في الملل والنحل في الفصل السابع من هذا الجزء وهو بعنوان " هل كان زيدا معتزلي المبدأ والفكرة " وكفانا مؤونة النقاش في هذا المقام , فقال : في معرض كلامه في الصلة بين الإمام زيد و واصل بن عطاء على أساس انهما يذهبان إلى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو أحد الأصول الخمسة للمعتزلة وليس على أساس ان الإمام زيد ( ع) تتلمذ على يد واصل بن عطاء وتخرج عليه في الأصول , وقد بنى هذا الاستنتاج على مسألتين وهما :-
1 – ان العاصمة الإسلامية آنذاك ( أوائل القرن الثاني للهجري ) هي المدينة المنورة , وكانت تزدحم بالعلماء والمفكرين وعلى رأسهم محمد الباقر وبعده شيخ الهاشميين عبدالله بن الحسن بن الحسن وغرهما من المشاهير المحدثين والمفسرين , فلم يكن هناك حافزا للإمام زيد لمغادرة المدينة المنورة و الاتجاه إلى البصرة التي كانت في ذاك الحين مركزا أدبيا لغويا ثم مركزا للأهواء والملل والآراء والنحل .

2 – ان الإمام زيد الثائر ولد عام \ 67 هجري أما واصل بن عطاء فقد ولد عام\ 80 هجري فالإمام زيد اكبر من واصل ب13 عاما , فلو صح ان الإمام زيد تتلمذ على يد أحد في العراق فسيتتلمذ على يد شيخ واصل بن عطاء , الحسن البصري , أو على يد أستاذه (واصل بن عطاء ) في المدينة المنورة أبو هاشم بن محمد بن الحنفية , وبعد ذاك كله لم يعد لواصل بن عطاء شيء بديع قصرت عنه يد الإمام زيد , فقد أخذ ما أخذ عن أبي هاشم كما حققناه في الجزء الثالث من الموسوعة , فالذي شهر واصل بن في الأوساط الإسلامية هو القول بالتوحيد والعدل وكون الإنسان مختارا , ورد القضاء بالمعنى السالب عن الإنسان الاختيار والحرية , و قد أخذه من ابي هاشم وهو عن أبيه ( محمد بن الحنفية ) وهو عن أبيه الإمام علي بن ابي طالب ,
فربيب البيت الهاشمي ( زيدا ) كان غنيا عن أخذ علم آبائه من غيرهم .
3 – لم يذكر أحدا من المؤرخين ولا أصحاب المقالات تتلمذ زيد على يد واصل بن عطاء قبل الشهرستاني وإنما انفرد هو بذاك وتبعه غيره , فلا تجد منه أثرا في فرق الشيعة للنوبختي ولا في مقالات الإسلاميين للأشعري ولا الفرق بين الفرق للبغدادي ولا لابن حزم في الفصل , وعلى ذاك فلا يركن لكلام تفرد به الشهرستاني البعيد عن بيئة زيد وعصره , فقد استشهد الإمام زيد في القرن الثاني للهجرة , أما الشهرستاني فقد توفي عام \548 هجرية .[/

المبحث الرابع-

• أصول العقيدة .

قبل أن نعرض أخي القارئ أصول العقيدة في الزيدية يجب ان نعي وجوب معرفة الله تعالى :-

• معرفة الله تعالى
أعلم أنه يجب على كل مكلف ان يعرف الله تعالى حق معرفته , ويعرف توحيده , وعدله , وحكمته , وصدق وعده ووعيده , وما يتبع ذلك من النبوة والإمامة ونحو ذالك , والأصل في وجوب معرفة الله العقل والشرع .
} دليل العقل {
أما العقل فلأن كل عاقل يقضي بوجوب شكر الملك المنعم , ولا يمكن توجيه الشكر إليه إلى بعد معرفته , وهو سبحانه وتعالى لا يدرك بالحواس , ولا يقاس بالناس , فلا تمكن معرفته إلى بالنظر في آياته والتفكر في صنعه .
} دليل الشرع {
قوله تعالى )( فاعلم انه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك )( , وقوله )( فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا الله )( , وقوله جل وعلى )( شهد الله أن لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم )( .
قوله صلى الله عليه وآله وسلم لمن سأله ان يعلمه من غرائب العلم فقال ( وما صنعت برأس العلم حتى تسألني عن غرائبه ) , فقال الرجل وما رأس العلم , قال ( معرفة الله حق معرفته ) قال الرجل وما معرفة الله حق معرفته فقال المصطفى ( ان تعرفه بلا مثل ولا شبيه , وأن تعرفه إلهاً واحدا أولاً أخراً ظاهراً باطناً لا كفؤ له ولا مثل ) ,و قو ل الرسول " من أخذ دينه عن التفكر في آلاء الله تعالى والتدبر لكتابه العزيز والتدبر لسنتي زالت الرواسي ولم يزل , ومن اخذ دينه عن أفواه الرجال وقلدهم فيه مالت به الرجال من يمين إلى شمال وكان من دين الله على اعظم زوال " , والمعنى أن تعرف ذالك بالنظر والاستدلال الموصل إلى العلم لأن التقليد في أصول الدين قبيح مذموم , ولا يؤمن أن يقلد المخطئ أو الكافر في كفره بلا شك .
وعلى هذا الأساس ذمة الزيدية التقليد .
} ذم التقليد {
ذم الله التقليد في كتابه وعلى لسان نبيه لأنه :
1 - لا يفيد إلا الظن وقد قال الله تعالى (( إن الظن لا يغني عن الحق شيئاً )) وقال تعالى (( إن يتبعون إلى الطن وإن هم إلا يخرصون )) وقوله تعالى (( ولا تقف ما ليس لك به من علم )) , وقال تعالى حاكياً عن الكفار (( قالوا ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين )) إلى غير ذالك من الآيات .
والتقليد مذموم على الإطلاق , وإنما أبيح للجاهل في المسائل الفرعية العملية لضرورة الجهل لما كل مجتهد فيها مصيباً أو المخطئ معذورا على اختلاف المذاهب .
2 – ولأنه قد ضل كثير من الناس في مسائل الاعتقاد , فمنهم من شبه الله بخلقه مع قوله تعالى (( ليس كمثله شيء )) , ومنهم من قال برؤية الله بعد قوله تعالى (( لا تدركه الأبصار )) , ومنهم من أضاف قبيح فعله إلى الله بعد قوله تعالى (( إن الله لا يأمر بالفحشاء )), ومنهم من جوز عليه تعالى تعذيب الأنبياء بعد قوله تعالى (( ولا يظلم ربك أحدا )) , على غير ذالك من العقائد الفاسدة التي هي عند الله كاسدة .
فحينئذ يجب على المكلف أن ينظر لنفسه وأن يحصن عقيدته ليفوز بالسلامة والنجاة ويكون من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون .

وبعد أن عرضنا مسألة وجوب معرفة الله تعالى بقي لنا أن نعرض الأصول العقائدية للزيدية

تكون أصول العقيدة في الزيدية على ستة أصول :
*العدل
*التوحيد
*لوعد والوعيد
*المنزلة بين المنزلتين
*الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
*الإمامة

الـعـدل

ومعناها ما قاله الأمام علي (علية السلام) : العدل ألا تتهمه فإن من اتـــهم ربة لم ينزهه ولم يصفه بالعدل , وهي تتلخص في :
- إن الله تعالى عدل حكيم لا يفعل القبيح كالظلم والعبث .
- إن أفعال العباد حسنها وقبيحها منهم لا من الله تعالى وان الإنسان مخير لا مسير
- إن الله تعالى لا يقضي بالمعاصي .

وفي تفصيل هذه المسألة –العدل- التالي :
تقر الزيدية ومعها المعتزلة ان للإنسان القدرة والاستطاعة والمشيئة قد خلقها له خالقه وهي تؤدي وظائفها بشكل مستقل وحر فيما يتعلق بالأفعال المقدرة للإنسان ومن ثم فأن الأنسان خالق أفعاله على سبيل الحقيقة لا المجاز ونسبة هذه الأفعال آلية هي نسبة حقيقية ومن ثم فإن الجزاء , ثوابا وعقابا هو أمر منطقي ليست فيه شبهة جور تلحق بالباري سبحانه وتعالى , كما هو الحال إذا قال المرء برأي المجبرة في هذا الموضوع . فالزيدية لم تتحرج –كما صنع غيرهم- عن وصف الأنسان بالخلق لأفعاله لأنهم فرقوا بين الخلق وبين الاختراع والإبداع على غير صورة ومثال سابق . "فالخلق" هو الفعل والصنع على أساس من التقدير والتخطيط السابق على التنفيذ , وأوردوا شواهد اللغة التي تصف الأنسان بالخلق , وقالوا : إن الخلق هو التقدير ... ولهذا يقال : خلقت الأديم .
كما استدلوا من القران على أن العبد في الحقيقة يوصف بأنة يخلق لقولة تعالى (( وتخلقون إفكا" , وقولة : "فتبارك الله احسن الخالقين )) , وقولة (( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير )), وبينوا ان التعلق بقولة تعالى ((هل من خالق غير الله )) , وقولة : " أفمن يخلق كمن لا يخلق " لا يصح فهذا كلام من جهة العبارة فأما من جهة المعنى فإنما يجب ان نبين أن العبد يحدث الشيء , وأنة يصح ان يحدثه مقدورا ..... كما بينوا السر في انصراف لفظ الخالق إلى الله سبحانه دون الإنسان وكيف أن إجراءه على هذا النحو فقط إنما هو من جهة التعارف كما لا يطلق قولنا رب عادة إلا علية سبحانه مع انه لا يوجد مانع ان يجري على غيره .
وكما أثبتوا أن للإنسان القدرة على الخلق كما أثبتوا أن له القدرة على الإفناء , بل قالوا مثلا أنه يستطيع ان يفني حياته بالانتحار فيكون قد أفنى فعل الله سبحانه (الحياة) الذي هو القدرة بفناء الحياة , بأن يقتل نفسه (وهذا ما يسمونه بخرق القدر) ... فمثلا يجوز ان يبطل فعل الغير للسكون بتحريك المحل .

التوحيد

ومعناه كما قال الإمام علي (عليه السلام) : التوحيد أن لا تتوهمه وفي مبحث التوحيد هذا اتفقت الزيدية والمعتزلة على تقديم تصور للذات الإلهية بلغ قمة التنزيه في الفكر الإسلامي بل الإنسان على الإطلاق ... فهم قد نقضوا فكر "المشبهة" "الحشوية" الذين عجزت بهم مداركهم عن فهم الذات الإلهية عن حدود المحدثات والمخلوقات. وقد استندوا في فكرهم التنزيهي على نقاء عقيدة التوحيد في الإسلام , كما صورتها الآيات المحكمات في القران الكريم. كما كشفوا أيضا عن آثار التشبيه المسيحي في معتقدات الفرق الإسلامية المشبهة من غلاة الشيعة , والمرجئة , مثل : فروع (الرافضة) , و ( الشيطانية) , و ( البنانية ) و .....غيرها كثير ,وكيف وصل بهم التشبيه إلى القول بان الله ( جسم لا كالأجسام , وهو مركب من لحم ودم لا كاللحوم والدماء , له الأعضاء والجوارح , وتجوز عليه الملامسة والمصافحة والمعانقة للمخلصين وانه جسم ذو هيئة وصورة يتحرك ويسكن, ويزول وينتقل إلى آخر هذه التصورات المرتكزة إلى التجسيد والتشبيه والتجسيم ... .
وفي معارضة هذه الأديان والفرق جميعاً قدموا ( الزيدية والمعتزلة ) تصورهم التنزيهي والتجريدي عن الذات الإلهية وهو التصور الذي ارتكز على رفض كل ما يوهم تعدد القديم , أو مماثلة القديم لأي محدث من المحدثات .. فقالوا بوحدة الذات والصفات .. ورفضوا إمكانية رؤية الله , في الدنيا أو الآخرة , لأنها تستلزم التحيز والمكان والجهة , وهي أشياء وحالات حكموا باستحالتها بالنسبة لله .

الوعد و الوعيد

وهذا الأصل اتفق عليه أيضا الزيدية والمعتزلة فقد رفضوا فكر المرجئة الذين فصلوا ما بين الإيمان والعمل , فقالوا : إن الوعد يعني أن من أطاع الله دخل الجنة وأن وعد الله بذلك صدق لا يمكن أن يتخلف عن الوقوع لأن حقيقة الوعد كل خير يتضمن وصول نفع إلى الموعود سواء كان على طريق الاستحقاق أو على طريق التفضل . فالله قد وعد المطيع بالثواب الذي يستحقه و وعده زيادة على المستحق بطريق التفضل .
أما الوعيد فإنه يعني أن من عصى الله دخل النار وخلد فيها أبدا إذا كانت ذنوبه كبائر مالم يتب منها قبل مماته . وهذا الوعيد صدق لن يتخلف وقوعه أبدا , إذ الوعيد هو الخبر المشتمل على وصول ضرر إلى المتوعد والغرض منه ما قد ورد عن الله في معنى العصاة ولا يتوعد عز وجل إلا بالمستحق لأنه إذا خرج عن المستحق دخل في حد الظلم.
وكما ينطبق الوعيد على الكفار ينطبق كذلك على الفسقة مرتكبي الكبائر من المسلمين وذلك لأن آيات الوعيد هي واردة بلفظة تتناول الفسقة كتناولها الكفرة . ولقد رتب الزيدية والمعتزلة على هذا الأصل إنكار نفع الشفاعة من الرسول أو غيره يوم القيامة لأحد من الفسقة . وقصروا إمكان حدوث هذه الشفاعة للمؤمنين دون الفسقة وقالوا : إن الذي عندنا أن هذه الشفاعة تثبت للمؤمنين دون الفاسقين ومن ثم فإنها لا تفيد الإخراج من النار إلى الجنة وإنما يقتصر أثرها على رفع درجات المؤمنين في النعيم ولقد سبق أن أشرنا إلى الطابع السياسي للصراع الذي دار بين الزيدية والمعتزلة من جهة والمرجئة من جهة أخرى حول هذه القضية . وكيف كان فكر المرجئة يملي للظالمين ويمد لهم حبال الأمل في النجاة , بينما كان فكر الزيدية والمعتزلة يحكم عليهم بالفسق والخلود في النار . على حين حكم عليهم فكر الخوارج بالكفر والشرك بالله .
وفي تفصيل أصل ( المنزلة بين المنزلتين ) :
وفي هذا الأصل أن أهل الكبائر من هذه الأمة كشارب الخمر والزاني يسمون فساقا فقط وليس كما قال الخوارج فاسق كافر مشرك أو كما قال المرجئة فاسق مؤمن , وحجتنا على الخوارج أن الله حرم نكاح الكافر ووراثته ودفنه في مقابر المسلمين وهذا يناقض قول الخوارج في كفر مرتكب الكبيرة لأن الفاسق يدفن في مقابر المسلمين ويصلى عليه ويورث وأما حجتنا على المرجئة الذين يقولون بأن الفاسق يعد مؤمنا أن المؤمن يستحق الثواب والتعظيم بخلاف الفاسق لقوله تعالى ((إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون )). فإذا اعتبرنا الفاسق كافر فإذن لم يعد مسلما ولم تعد تجري عليه أحكام الإسلام و بالتالي لم يعد فاسقا فهو كافر, أما إذا اعتبرنا إنه فاسق مؤمن فهذا في حد ذاته تناقض . وهذا الأمر يتفق فيه الزيدية والمعتزلة .

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

لا خلاف بين فرق الإسلام جميعها في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,لأن القران يقول ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) , ويقول ((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)),
ولأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فبقلبه , وذلك أضعف الإيمان ". ولكن الخلاف وقع حول وسيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وبالذات في استخدام القوة والثورة والخروج المسلح للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. كما وقع في بعض الجزيئات و التفاصيل .. أصحاب الحديث انفردوا وحدهم . دون فرق الإسلام , بتحريم السيف , وإنكار الخروج المسلح على أئمة الجور والظلمة من الحكام , وقالوا : " إن السيف باطل ولو قتلت الرجال وسبيت الذرية , وإن الإمام قد يكون عادلا ويكون غير عادل وليس لنا إزالته و إن كان فاسقا وأنكروا الخروج على السلطان ولم يروه " .
والشيعة الإمامية قيدوا جواز استخدام السيف والخروج المسلح بحالة قيام الإمام . فإذا خرج الناطق وجب سل السيوف حينئذ معه , أما قبل خروجه فلا تسل السيوف .
أما الزيدية والمعتزلة والخوارج , وطوائف من أهل السنة فإنهم يوجبون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالوسائل الثلاث : السيف , فاليد , فاللسان , فالقلب , الذي هو أضعف الإيمان واستدلوا على جواز الخروج بالسيف بقول الله سبحانه : ((وتعاونوا على البر والتقوى )) وقوله (( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )) وقوله (( لا ينال عهدي الظالمين )) .
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على قدر الطاقة والإمكان إذا تكاملت شروطهما لقوله تعالى (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون , كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )) . وقال تعالى محاكيا ومقررا (( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور )) . وغيرها من الآيات .
ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم سلطانا جائرا لا يرحم صغيركم ولا يوقر كبيركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم "
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم " والذي نفسي بيده ليخرجن أقوام من أمتي من قبورهم يوم القيامة على صورة القردة والخنازير بما داهنوا أهل المعاصي وكفوا عن نهيهم وهم يستطيعون " , وقوله صلى الله عليه واله وسلم " ما من قوم يكون بين ظهرانيهم من يعمل بالمعاصي فلا يغيروا عليه إلا أصابهم الله بعقاب " . إلى غير ذلك الكتاب والسنة.

وشروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبعة :
1- التكليف لرفع القلم عن الصبي والمجنون .
2- القدرة عليهما لقوله تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ).
3- العلم بأن ما يأمر به معروف وما ينهى عنه منكر عند الفاعل , لأنه لا يأمن أن ينهى عن المعروف ويأمر بالمنكر , ولقوله تعالى ( ولا تقف ما ليس لك به علم ).
4- أن يظن التأثير فإن لم يظن حسن من باب الدعاء إلى الخير , ولقوله تعالى: (قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ) , إلا أن يكون المأمور والمنهي جاهلا للحكم وجب البيان لأن تبليغ الشرائع واجب ولقوله تعالى ((إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون) , ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم :" من كتم علما مما ينتفع به الناس ألجمه الله بلجام من نار".
5- أن لا يظن أنهما يؤديان إلى مثلهما أو أنكر منهما وإلا لم يحسنا إذ يكون كالإغراء ولقوله تعالى (( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)).
6- أن لا يظن حصول ضرر على نفسه بسببهما كقتل أو حبس وإلا سقطا لقوله تعالى ((ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )), ((وما جعل عليكم في الدين من حرج )), وفي حسنهما احتمالان وتفصيل .
وتجب المباينة لأهل المعاصي لقوله تعالى :" فلا تقعدوا معهم" , ويجب الإنكار بالقلب.
7- أن يظن أنه إن لم يأمر بالواجب ترك, وإن لم ينه عن المحظور فعل , وإلا لم يتضايقا وإن حسنا من باب الوعظ والتذكير قال الله تعالى :"وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين".

الإمـــامــة

وهو الأصل الذي تخلفت فيه المعتزلة عن الزيدية
والإمامة تكون على ثلاثة أقسام أولها أن الإمام بعد رسول الله هو الإمام على بن أبى طالب وثانيها ان الإمامة من بعده في الحسن فالحسين وثالثها أنها من بعدهما في من قام من أولادهما ودعا لنفسه الإمامة وتوافرت فيه شروط الإمامة .
والدليل على ذلك قول المصطفى صلى الله عليه واله ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي , كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لا يفترقا حتى يردا علي الحوض ) وقد ورد هذا الحديث في عدة موارد منها يوم عرفه والغدير وفي المدينة أيام مرض الرسول . أما التي في عرفه فقد روه كلاً من : الترمذي في سننه 5622 رقم ( 3786) عن جابر والحافظ في المعجم الكبير 363 (2679), أو مجمع الزوائد 5190 . أما من رواه يوم الغدير فهم : النسائي في خصائص علي 96 رقم ( 79 ) , ومسلم في باب فضائل على الرقم ( 2408) , واحمد ابن حمبل 317 , الحاكم في المستدرك 3109 , أما الذي رواه في المدينة فهم: ابن حجر ص 75 136 وابن أبى شيبه وزاد فيه : ثم اخذ بيد علي يرفعها فقال هذا علي مع القران والقران مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فأسألهم ما خلفت فيهما . ورواه أيضا ابن حجر في الصواعق 89 عن أم سلمه في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه .

* وفي تفصيل النقاط الثلاث *

الأولى وهي إمامة أمير المؤمنين علي بن أبى طالب :-
والأدلة على ذلك من القران ما يلي : قولة تعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) والمراد بالذين آمنوا الإمام علي لوقوع التواتر على ذلك من المفسرين وأهل التاريخ .
وقولة تعالى : ( ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزرى وأشركه في أمري ) , وقوله تعالى في خطاب موسى لأخيه هارون ( وقال موسى لأخيه اخلفني في قومي ) .., وصلة هاتين الآيتين بالإمام علي بن ابي طالب ان الرسول قد قال للإمام علي في غزوة تبوك ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلى أنه لا نبي بعدي )
وفي هذا الحديث جعل الرسول الإمام علي منه بمنزلة هارون من موسى وهذا التنصيب يكفي للقول بأن الإمام علي هو الإمام بعد الرسول فكما نعلم ان هارون كان بمنزلة الوزير بالنسبة موسى والوزير هو من ينوب عن الملك في غيابه , وبجانب هذا الاستدلال قوله تعالى ( اخلفني في قومي واصلح ) وكما نعل ان هارون عليه السلام خلف النبي موسى في بني إسرائيل جميعاً وليس أهل بيته فقط .

وأما من السنة فقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حديث غدير خم "اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله " وقد قال البعض بان المراد بالمولى هو الحبيب والصديق وردا على هؤلاء قال تعالى (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) فقد ربط الله الولاية في هذه الآية به وبالرسول فكيف يكون المقصود بالولاية الحب وهو عكس العداء .
ثم إنه يقال في وصف الله سبحانه وتعالى ((المولى عز وجل )) فهل معنى المولى هنا الحبيب أو الصديق ؟! , حاشا لله إلا أن يكون رب العباد وولي أمرهم .
و أربط هذان الإستدلالان بأن الولاية في حديث غدير خم المقصود منها الولاء والطاعة.

ثانيا ولاية الحسن والحسين من بعده :
قول الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما ) , وأيضا حديث الثقلين السابق ذكره أعلاه .

ثالثا ان الإمامة بعد الحسن والحسين فيمن قام من أولادهما بشرط أن يكون القائم على ذلك تجتمع فيه خصال الإمامة .

قال تعالى (( إني جاعلك للناس إماما ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين )) وبما أن إبراهيم عليه السلام قد طلب ن الله أن تكون الإمامة في ذريته وكما نعلم إن الله أخبر الخليل إبراهيم عليه السلام أن عهده لا يناله إلا الصالحين وهم عكس الظالمين وبما أن النبي هو افضل آل إسماعيل عليه السلام كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( أنا خير من خيار ) فبالتالي عترة الرسول هم أكفأ للإمامة من غيرهم وأحب ان انوه هنا إلى أن عترة المصطفى هم أحفاده من بنته فاطمة عليها السلام .
وقله تعالى (( والذين أمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ))
إلى قوله تعالى (( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله )) .

ومن الحديث كقول الرسول "أهل بيتي كسفينة نوح من تعلق بها نجا ومن تخلف عنها هلك " وأهل بيت الرسول المذكورين في القرآن والسنة هم " علي بن ابي طالب , فاطمة بنت الرسول , الحسنان " وطبعاً يخلفهم أهلهم من بعدهم لقوله تعالى )(والذين أمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم () وقوله تعالى () وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله () .

-المبحث السادس-
• المصادر الزيدية

لابد لمن أراد أن معرفة فكرا أن يتعرف على مصادر ذالك الفكر , والمقام لا يتسع هذا هنا ولاكن يمكن الإشارة إلى بعض مصادر الزيدية في العقائد والفقه والتفسير والحديث والغرض الاختصار لذالك لن نذكر إلى كتابين أو ثلاثة من كل علم كما سيقتصر على ما كتب قبل القرن الرابع الهجري .
ومن أهم مصادر أصول الدين هي خطب ورسائل الإمام علي بن ابي طالب صلوات الله عليه , والذي جمع الكثير الطيب منها الشرف الرضي رحمة الله عليه في الكتاب المشهور _ نهج البلاغة_ , وتحتوي على مجموع مفيد من المسائل العقائدية التي عرضت على المسلمين آنذاك , ثم رسائل للإمام زيد بن علي وهي من المصادر التي لم يتم تداولها بين فالزيدية بكثرة بسبب هو حالت الشتات التي عاشها أئمة أهل البيت وشيعتهم الزيدية في القرون الثلاث الأولا , ولهذا السبب بالذات لم تحفظ لنا النصوص المفصلة عن أهل البيت قبل الإمام القاسم بن إبراهيم وبعد رسائل الإمام علي نجد الرسائل التي وضعها الإمام القاسم بن إبراهيم وهي من أهم المصادر الزيدية في أصول الدين لما تحتويه من تفصيل مهم فيه , ثم رسائل أبنائه البررة , خصوصاً رسائل ولده الإمام محمد ثم رسائل حفيده الإمام الهادي إلى الحق يحي بن الحسين بن القاسم وهي مفصلة و واسعة لا وتخلو مسألة من مسائل أصول الدين المبتلا بها العبد إلى وقد عرضها الإمام عليه السلام , ثم رسائل ومؤلفات الإمام الناصر الأطروش ثم رسائل أبناء الإمام الهادي الإمام محمد والإمام أحمد , وأخص بالذكر منها كتاب النجاة للإمام أحمد الذي يقع في موضوع خلق الأفعال فقد فصل فيه الإمام الموضوع خير تفصيل وأجاب عن جميع الشبه التي أخذها الجبرية من متشابهات القران .
أما في الفقه والحديث أول ما يأتي مسند الإمام زيد بن علي , وهو مجموع فيه آراء فقهيه للإمام زيد ,بالإضافة إلى أحاديث مرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وإلى الإمام علي عليه السلام , بعد هذا هناك كتاب بدائع الأنوار الذي جمعه محمد بن منصور المرادي وهو المعروف بأمامي أحمد بن عيسى لكثرة ما فيه عنه . وفيه روايات كثيرة مرفوعة إلى رسول الله عن طريق أهل البيت وعن غيرهم ممن يوثق قولهم عند أهل البيت , وكذالك آراء مرفوعة إلى الإمام علي ,وبالإضافة إلى نصوص عن الأئمة , ومن ثم مؤلفات القاسم بن إبراهيم وهي من أعمدة الفقه الزيدي , وبعدها كتب الإمام الهادي ورسائله الفقهية نحو الانتخاب والأحكام وهي قطب الرحى عند الزيدية حتى اليوم , وهناك مؤلفات للإمام الناصر الأطروش ولأبناء الإمام الهادي , ولغيرهم من الأئمة , ومن الصادر المهمة ما جمعه المؤلف أبو عبد الله العلوي في كتابه الجامع الكافي عن الآراء الفقهية التي رويت عن الأئمة القاسم بن إبراهيم , واحمد بن عيسى بن زيد , والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد , وعبد الله بن موسى الجون , وشيخ العترة محمد بن منصور المرادي عليهم جميعاً السلام .
وأقتصر على هاؤلاء دون من سواهم .
أما التفسير فأكثر ما كتب في القرن الرابع فقد الكثير منه فللإمام القاسم ولأبنائه ولحفيده الإمام الهادي والإمام عبدالله أخوا الإمام الهادي , ولأبناء الإمام الهادي تفاسير وقد بقي منها الشيء المفيد ولله الحمد , ويمكن جمع بعض آرائهم في التفسير بتتبع كتبهم في أصول الدين وفي الفقه .

الخـاتـمـة
وختاما أوصيك أخي القارئ وأوصي نفسي أولا بقول المولى عز وجل (( تفكروا يا أولي الألباب )) , فبالتفكر يتم معرفت الخطى من الصواب , والحقيقة من الكذب , و بين الإفراط والتفريط .
وكفى أن نختم بقول المصطفى
" من اخذ دينه عن التفكر في آلاء الله تعالى والتدبر لكتابه العزيز والتدبر لسنتي زالت الرواسي ولم يزل , ومن اخذ دينه عن أفواه الرجال وقلدهم فيه مالت به الرجال من يمين إلى شمال وكان من دين الله على اعظم زوال "

هذا والحمد لله لا قبله ولا بعده .
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار وعنى معهم برحمتك يا عزيز يا كريم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• المصادر
_ الموعظة الحسنة _الإمام المهدي لدين الله_ أبي القاسم محمد بن القاسم الحوثي الحسيني
_ فلسفة الحكم في الإسلام د . محمد عمارة
_ الزيدية د . أحمد محمود صبحي أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الإسكندرية
_ رسالة مختصرة في الزيدية للأخ الأستاذ عبدالله محمد إسماعيل حميدالدين

منقوووووووووووووووول من منتديات حليف القرآن ?

قف !!! مهلاًً!!! ماذا تعرف عن الزيدية ؟؟؟؟؟

قف !!! مهلاًً!!! ماذا تعرف عن الزيدية ؟؟؟؟؟

رد: قف !!! مهلاًً!!! ماذا تعرف عن الزيدية ؟؟؟؟؟

رد: قف !!! مهلاًً!!! ماذا تعرف عن الزيدية ؟؟؟؟؟

رد: قف !!! مهلاًً!!! ماذا تعرف عن الزيدية ؟؟؟؟؟